باب الألف - أحمد بن محمد الخوارزمي

أحمد بن محمد الخوارزمي

أبو الحسين السهلي الخوارزمي. قال محمود بن محمد الإسلامي في تاريخ خوارزم إنه مات بسر من رأى، في سنة ثمان عشرة واربعمائة، على ما يذكره. قال: وهو من أجلة خوارزم، وبيته بيت رياسة ووزارة، وكرم ومروءة، قال الثعالبي: وهو وزير ابن وزير:

ورث الوزارة كابراً عن كابر

 

موصولة الاسناد بالاسـنـاد

قال: وكان يجمع بين آلات الرياسة، وأدوات الوزارة،ويضرب فى العلوم والآداب بالسهام الفائزة، ويأخذ من الكرم وحسن الشيم بالحظوظ الوافرة: وله كتاب الروضة السهيلية في الأوصاف والتشبيهات، وبأمره والتماسه، صنف الحسن بن الحارث الحسوفي في المذهب كتاب الهيلى، يذكر فيه المذهبين: مذهب الشافعي، والحنفي وله شعر، فمن ذلك ولم يسبق الى معناه:

ألا سقنا الصهباء صرفاً فإنها

 

أعز علينا من عتاق الترحل

وإني لأقلى النقل حباً لطعمها

 

لئلا يزول الطعم عند التنقل

وله في النجوم:

فالشهب تلمع فى الظلام كأنها

 

شرر تطاير من دخان النـار

فكأنها فوق السماء بـنـادق

 

الكافور فوق صلاية العطار

وله فى النجوم أشعار، منها فى شعاع القمر على الماء:

كأنما البدر فوق الماء مطلـعـاً

 

يقدر فمد له جسر من الذهـب

كأنما البدر فوق الماء مطلـعـاً

 

ونحن بالشط في لهو وفي طرب

مللت وأنا فأهوى للعبور فـلـم

 

يقدر فمد له جسر من الذهـب

خرج السهيل من خوارزم، فى سنة اربع واربعمائة الى بغداد، وتوطنها، وترك وزارة خوارزم شاه، أبي العباس مأمون خوفاً من شره، ولما قدم بغداد، أكرمه فخر الملك أبو غالب، محمد بن خلفٍ، وهو والي العراق يومئذ، وتلقاه بالجميل، فلما مات فخر الملك، خرج من بغداد هارباً ايضاً، حتى لحق بغريب بن مقنٍ، خوفاً على ماله، وكان غريب صاحب البلاد العليا، تكريت،ودجيل، وما لاصقها، فأقام عنده الى ان مات، وخلف عشرين الف دينار، سلمها غريب إلى ورثته.