باب الألف - أحمد بن محمد، الواسطى

أحمد بن محمد، الواسطى

بن مختار الواسطى أبو على النحوي العدل، بن أخي أبى الفتح، محمدابن محمدة، بن جعفر، بن مختار النحوى، الذى يأتى ذكره فيما بعد، إن شاء الله تعالى مات بعد سنة خمسمائة وله عقب بواسط، اخذ النحو عن ابى غالب بن بشران، وكان منزله مألفا لاهل العلم، وكان من الشهود المعدلين، وكان طحانا بمشرعة التنانيرين بواسط حدثنى أبو عبد الله محمد بن سعد، بن الحجاج الدبيثى، قال: حدثنى عبد الوهاب بن غالب، عن الشريف ابى العلاء ابن التقي قال: قدم إلى واسط في بعض الأعوام عسكر الأعاجم، فنبهوا قطعة من البلد، ونبوا دكان الشيخ أبي علي بن مختار، ونزلوا بداره قال الشريف: فدخلت معه إليهم، نستعطفهم أن يردوا عليه بعض ما اخذوا منه، فلم نر لذلك وجها وخرجنا وهو يقول:

تذكرت ما بين المذيب وبارق

 

مجر عوالينا ومجرى السوابق

ثم التفت الى فقال: ما العامل في الظرف فى هذا البيت؟ فقلت له يا سيدى: ما اشغلك ما انت فيه عن النحو والنظر فيه! فقال: يا بني، وما يفيدني إذا حزنت؟ وحدث الحافظ أبو طاهر، أحمد بن محمد السلفي قال: أنشدني الشيخ أبو علي أحمد بن محمد، بن مختار المعدل بواسط لنفسه، وأفادنيه خميس بن علي الحافظ:

كم جاهل متواضـع

 

ستر التواضع جهله

ومميز فى علـمـه

 

هدم التكبر فضلـه

فدع التكبير ما حييت

 

ولا تصاحب أهلـه

فالكبر عيب للفتـى

 

أبدا يفبح فـعـلـه

وأنشد له:

ما هذه الدنـيا بـدار مـسـرة

 

وتخونني مكرا لهـا وخـداعـا

بيننا الفتى فيها يسر بنـفـسـه

 

وبماله يستمتع استـمـتـاعـا

حتى سقته من المـنـية شـربة

 

وحمته منها بعد ذاك رضاعـا

فغدا بما كسـبـت يداه رهـينة

 

لايستطيع لما عـراه دفـاعـا

لوكان ينطق قال من تحت الثرى

 

فليحسن العمل الفتى ما استطاعا