باب الألف - أخثاء

أخثاء

هولقب ولا أعرف اسمه، ولم أجد له ذكرا، إلا ما ذكره أبو بكر المبرمان، في الباب من كتابه في نكت كتاب سيبويه، في الفرق بين الكلم والكلام، فقال: وقال لي الملقب بأخثا: وكان أحد من رأينا من النحويين، الذين صحت لهم القراءة على أبي عثمان المازني، وكان موصوفا في اول نظره بالبراعة، مسلما له لاستغراقه الكتاب على أبي عثمان، ثم أدركته علة، فقال عن الحال الأولى كلاما أنا حاكيه، ورأيت أبا العباس ثعلبا يروم ذلك، وهو أن كل ما لفظ به ينقسم أقساما ثلاثة: قسم منه يكون للحدث، ولأسماء المدثين، ولأسماء الأمكنة والأزمنة، التي تقع فيها الأحداث، ولا اسم للجنس فيه، وذلك نحو الضرب، والقتل، والأخذ، والكلام، وما أشبه ذلك فإذا سئلت عن شيء من هذا، فقيل لك: ماهو؟ فجوابه أن تذكر الحدث المنقضى مع الزمان، وصنف منه يكون للأجناس، ولا اسم للأحداث فيه، ولا يكون حدثا، وهو كقولك: سفرجلة وسفرجل، فإذا سئلت عن ذلك، فجوابه أن تخبر عن صفة الشيء، فتقول: هو الذي لونه كذا، وجسمه كذا، ومركب من كذا، وصنف آخر يجمع الجنسين، وذلك نحو تمرة وتمر، فهذا من باب سفرجلة وسفرجل، ثم ثقول: أتمر النخل يتمر بإتمارا، فهذا إنما هو عبارة عن الحدث، فاذا سئلت ما التمر؟ فجوابه أن تقول: هو الجسم الذي من صفته كذا، ومن قده كذا، وفي داخله كذا، وإذا سئلت ما الاثمار؟ فجوابه أنه يمر الزمان بحره وبرده، وما فيه على البسر، فيتغير من حال إلى حال كذا، ثم يلين فيصير فيه الدبس وإنما تنبئ عن الأحداث التي تقع، وكذا كلمة وكلم في باب تمرة وتمر، فإذا قيل لك: ما الكلم؟ فالجواب هو الموضوع المتعارف بين الناس فاستعملوه، وهو الذي يسمونه: اسم، وفعل، وحرف، فإن قيل: فما الكلام؟ فجواب ذلك أن تقول: هو إجراء هذا الذي يسمونه كليما، وإخراجه بالصوت من الفم، فهو حدث، فالكلام حدث، والكلم موضوع الكلام الذي يستعمل، كزيد وضرب، وهل، وبل، فقد جمع الكلم أمرين، والكلام ليس كذلك، إنما هو لأمر واحد.