باب الألف - إسحاق بن إبراهيم الفارابي

إسحاق بن إبراهيم الفارابي

خال إسماعيل بن حماد الجوهرى، صاحب كتاب الصحاح فى اللغة، وأبو إبراهيم هذا، هو صاحب كتاب ديوان الأدب، المشهور اسمه، الذائع ذكره كتب إلينا القاضى الأشرف يوسف بن إبراهيم، بن عبد الواحد الشيبانى القفطى من بلاد اليمن، وكان قد سافر إلى هناك وأقام، قال: مما أخبركم به، أن أبا إبراهيم إسحاق الفارابى مصنف كتاب ديوان الأدب، ممن ترامى به الاغتراب، وطوح به الزمان المنتاب إلى أرض اليمن، وسكن زبيد، وبها صنف كتابة ديوان الأدب، ومات قبل أن يروى عنه، وكان أهل زبيد، قد عزموا على قراءته عليه، فحالت المنية دون ذلك. قال: وكانت وفاته فيما يقارب سنة خمسين وأربعمائة، والله أعلم. ووضع كتابه على ستة كتب: الأول السالم، الثانى المضاعف، الثالث المثال، وهو ما كان فى أوله واو أو ياء، والرابع ذوات الثلاثة، وهو ما كان فى وسطه حرف من حروف العلة، والخامس كتاب ذوات الأربعة، وهو ما كان آخره حرف علة، والسادس كتاب الهمزة، وكل كتاب من هذه الستة أسماء وأفعال، يورد الأسماء اولا ثم الأفعال بعده. وله كتاب بيان الإعراب، كتاب شرح أدب الكاتب، كتاب ديوان الأدب. قرأت بخط الشيخ أبي نصر، إسماعيل بن حماد الجوهري، الفارابي النسوي النيسابوري قال: قرأته على إبراهيم - رحمه الله - بفاراب، ثم على أبي السري محمد بن إبراهيم الأصبهاني بأصبهان، ثم عرضته على القاضي أبى سعيد السيرافي ببغداد. قال الحاكم: وكنت قرأت بعضه إلى موضع البلاغ، وهو آخر الأسماء على أبي يعقوب يوسف بن محمد، بن إبراهيم الفرعاني الزبرقاني قال: قرأته على أبي علي، الحسن بن علي، بن سعد الزاميني، وقرأه أبو علي على أبي إبراهيم. قال الحاكم: قول الجوهرى عرضته على القاضي أبى سعد السيرافي يريد أنه، فأنكره من كلمات علم عليها بخط الجوهري، وفى آخر الثلث الأخير من نسخة الحاكم: قرأ على أبو سعد عبد الرحمن بن محمد، بن محمد، بن عزيز، هذا الكتاب من أوله إلى أخره، وصححته له، وكتبه إسماعيل بن حماد الجوهري، وعلى النسخة أيضا فى موضع آخر سمعه مني، ولدي علي والحسن، من أوله إلى أخره بقراءتي إياه، إلا أوراقا قرأها الحسن بنفسه علي، وصح سماعهما، والله تعالى يبارك لهما فيه، ويوفقهما الأعمال.

وكتب أبوهما يعقوب بن أحمد، غرة المحرم سنة خمس وخمسين وأربعمائة، ثم قرأه على ولدي الحسن، قراءة بحث واستقصاء، من أوله إلى آخره، بما على حواشيه من الفوائد، وشرح الأبيات فى شهور، سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وعلى النسخة أيضا قبل ذلك ما صورته: سمعه مني بلفظي، وصححه عرضاً بنسختي، صاحبه أبو يوسف، يعقوب بن أحمد، وفرغ منه فى ذى العقدة، سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

وكتب عبد الرحمن بن محمد بن دوست بخطه، قال مؤلف الكتاب: فهذا مه وضوحه، وكون هؤلاء المذكورين مشهورين، معروفين، ومعرفتى بالخطوط الموجودة على النسخة، كمعرفتى بما لا أشك فيه، يبطل ما كتب إلينا القاضي القفطي، من كون هذا الكتاب صنف بزبيد، وأنه لم يسمع على مصنفه.