باب الألف - إسحاق بن نصير الكاتب البغدادي

إسحاق بن نصير الكاتب البغدادي

أبو يعقوب،كاتب الرسائل بديوان مصر، بعد محمد بن عبد الله، ابن عبد كان، قال ابن زولاق: مات سنة سبع وتسعين ومائتين، قال ابن زولاق: وكان أبو جعفر محمد بن عبد الله ابن عبد كان، على المكاتبات والرسائل، منذ أيام أحمد بن طولون، ومكاتباته وأجوبته موجودة، إلى أن قدم عليه أبو يعقوب، إسحاق بن نضير البغدادي من العراق، والتمس التصرف، فقال له ابن عبد كان، فيماذا تتصرف؟ فقال: فى المكاتبات والأجوبة والترسل، وكان بين يدى أبى جعفر كتب قد وردت، فقال له: خذ هذه وأجب عنها، فأخذها ومضى إلى ناحية من الدار، فأجاب عنها، فأجاب عنها، ثم وضع خفه تحت رأسه ونام، وقام أبو جعفر إلى الحجرة التى له، فاجتاز به والكتب بين يديه، فأخذها وقرأها، فلما تأملها جعل بروح إسحاق بن نضير حتى انتبه، فقال له: عمن أخذت الكتبة وأجرى عليه أربعين دينارا فى كل شهر، فلم يزل مع أبى جعفر إلى أن توفى أبو جعفر، وانفرد بالأمر على بن أحمد الماذرائي، فقال لإسحاق: الزم منزلك، فانصرف، فوردت كتب فأجاب عنها على بن أحمد، ودخل على أبى الجيش، خمارويه بن أحمد، بن طولون، فعرضها عليه، فقال له: ما هذه الألفاظ التى كانت تخرج منى وعنى فمضى على بن أحمد، وعاد إليه، فما أراد أبو الجيش الجواب ولا استجاده، فخرج على بن أحمد وقال: هاتوا إسحاق ابن نضير، فجئ به، فقال: أجب عن هذه، فأجاب، ودخل على بن أحمد على أبى الجيش، فقرأ الأجوبة، فقال: نعم هذا الذى أعرف" أيش الخبر"؟ فقال له: كاتب كان مع أبى جعفر، فاعتزل، وأحضرته الساعة، فقال هاته، فأحضره فقال: كم رزقك؟ فقال: أربعون ديناراً، فقال لعلي بن أحمد: " اجعلها أربعمائة فى السنة"، إجعلها له أربعمائة فى الشهر.

وقال لإسحاق بن نصير: لا تفارق حضرتى، فبلغ إسحاق حتى صار رزقه ألف دينار فى كل شهر، فكان يجود بذلك، ويفضل به على الناس، ولقد أرسل إلى بغداد إلى ثلاثة أنفس، إلى أبي العباس المبرد، وإلى أبى العباس ثعلب، وإلى وراق كان يجلس عنده دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار، لكل واحد منهم ألف دينار، وجرى ذلك على يدي أحمد بن الوليد التاجر، خال القاضي بمصر.