باب الألف - أسعد بن مسعود، بن علي

أسعد بن مسعود، بن علي

بن محمد، ابن الحسن العتبي أبو إبراهيم، من ولد عتبة بن غزوان، وهو حفيد أبى النضر العتبى، كذا ذكر السمعاني فى المذيل، وأبو النضر: هو محمد بن عبد الجبار، وليس فى نسب هذا عبد الجبار كما ترى، ولا أدرى ما صوابه، إلا أن يكون ابن بنته. قال السمعاني: قرأت بخط والذي: أسعد بن مسعود العتبي، مولده سنة أربع وأربعمائة، ذكره أبو الحسن البيهقى فى وشاح الدمية، وقال: هو مصنف كتاب درة التاج، وكتاب تاج الرسائل، وكان كاتباً في الدواوين المحمودية، والسلجوقية، وعاش إلى آخر أيام نظام الملك وقال فى الامام على الفنجكردى:

يا أوحد البلغـاء والأدبـاء

 

ياسيد الفضلاء والعلمـاء

يامن كأن عطاردا فى قلبه

 

يملى عليه حقائق الأشياء

وذكره أبو سعد، ونقلت من خطه، قال بعد ذكر نسبه: كان من أهل نيسابور، وكان يسكن مدرسة البيهقى، وهو من أولاد المنعمين، شاعر كاتب، تصرف فى الأعمال أيام شبابه، وخرج فى صحبة عميد خراسان إلى أسفار، وصحب الأكابر، وارتفعت به الأيام وانخفضت، حتى تأخر عن العمل، وتاب ولزم البيت، وقنع بالكفاف من العيش، واستراح من الأمور، وعقد له مجلس الإملاء فى الجامع المنيعى، فأملى مدة، وكان يحضر عنده المدثون والأئمة ودخل بغداد، وسمع بها من أبى منصور عبد الله بن سعيد، بن مهدي الكاتب الخوافي وسمع بنيسابور ومرو، وغير ذلك، وسمع جده أبا النضر العتبي، وروى لنا جماعة عنه.

قال: وقرأت بخط أبى جعفر، محمد بن على الحافظ الهمذاني: أسعد بن مسعود العتبي: شيخ عالم، ثقة دين، كان يثنى عليه أبو صالح المؤذن الحافظ، وذكره فى موضع آخر وقال: أسعد العتبى: تزهد وكان من الصالحين. قال السمعانى: أنبأنا أبو البركات الفراوى، عن ابن مسعود، عن عبد القاهر بن طاهر التميمى، حدثنى شيخ فاضل قال: دخلت المسجد الجامع بالبصرة، فرأيت شيخا بهيا قد قطع مسافة العمر، فسلمت عليه، وقلت: أتفرس أنك شاعر؟ فقال: أجل، فقلت: أنشدنى من مقولك، ما يكون لي تذكرة منك، فقال اكتب:

قالوا تغير شعره عن حالـه

 

والهم يشغلنى عن الأشعار

أما الهجاء فمنه شيء زاخر

 

والمدح قل لقلة الأحـرار

قال السمعاني: أنشدني أبو الحسين، أحمد بن محمد السمناني المصرى، أنشدنا أبو إبراهيم أسعد العتبى لنفسه:

قد كنت فيما مر مـن أزمـانـى

 

متوانيا لتقـاصـر الإحـسـان

ورأيت خلانى وأهـل مـودتـى

 

متوفرين معا عـلـى الإخـوان

فتغيروا لـمـا رأونـى تـائبـا

 

وعن التصرف قد صرفت عنانى

دعهم وعادتهم فلم أر مثـلـهـم

 

إلا مجـرد صـورة الإنـسـان

واغسل يديك من الزمان وأهلـه

 

بالطين والصابـون والأشـنـان