باب الألف - إسماعيل بن ابي ذؤيب السدي الأعور

إسماعيل بن ابي ذؤيب السدي الأعور

عبد الرحمن، ابن أبي ذؤيب السدي الأعور وقيل: عبد الرحمن بن أبي كريمة، مولى زينب بنت قيس، بن مخزمة، من بني عبد مناف، حجازي الأصل، سكن الكوفة، مات سنة سبع وعشرين ومائة، في أيام بني أمية، في ولاية مروان بن محمد. روى عن أنس ابن مالك، وعبد خير، وأبي صالح، ورأى ابن عمر، وهو السدي الكبير، وكان ثقة مأموناً، روى عنه الثوري وشعبة، وزائدة، وسماك بن حرب، وإسماعيل بن أبي خزيمة، وسليمان التيمي. وكان ابن أبي خالد إسماعيل يقول: السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، وقال أبو بكر بن مردويه: الحافظ إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، يكنى أبا محمد، صاحب التفسير، إنما سمي السدي، لأنه نزل بالسدة، كان أبوه من كبار أهل أصبهان، أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم سعد بن أبي وقاص، وأبو سعيد الخدري، وابن عمر، وأبو هريرة، وابن عباس.

وقال غيره: نسب السدي إلى بيع الخمر - يعني المقانع - في سدة الجامع - يعني باب الجامع - وقال الفلكي: إنما سمي السدي، لأنه كان يجلس بالمدينة في موضع يقال له السد. قال يحيى بن سعيد: ما سمعت أحداً يذكر السدي إلا بخير. ومحمد بن مروان بن عبد الله، ابن إسماعيل، بن عبد الرحمن السدي، من أهل الكوفة يروى عن الكلبي صاحب التفسير، وداود بن أبي هند، وهشام بن عروة. روى عنه ابنه علي، ويوسف بن عدي، والعلاء بن عمرو، وأبو إبراهيم الترجماني، وغيرهم. وهو السدي الصغير. وكان يحيى بن معين يقول، السدي الصغير، محمد بن مروان صاحب التفسير، ليس بثقة. وقال البخاري: محمد بن مروان الكوفي، صاحب الكلبي، لا يكتب حديثه ألبتة. وسئل أبو علي صالح جهرة عنه فقال: كان ضعيفاً، وكان يضع الحديث، وكل ضعفه.

وذكر الحافظ أبو نعيم في تاريخ أصبهان، من تصنيفه قال: إسماعيل بن عبد الرحمن الأعور، يعرف بالسدي، صاحب التفسير، كان أبوه عبد الرحنم يكنى أبا كريمة، من عظماء أهل أصبهان، توفي في ولاية مروان، وذكر كما تقدم، وكان عريض اللحية، إذا جلس غطت لحيته صدره قيل: إنه رأى سعد بن أبي وقاص.

وقال أبو نعيم بإسناده: إن السدي قال: هذا التفسير أخذته عن ابن عباس، إن كان صواباً فهو قد قاله: وإن كان خطأً فهو قاله. قال أبو نعيم فيما رفعه إلى السدي: إنه قال: رأيت نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحد منهم، على الحال التي فارق عليها محمداً، إلا عبد الله بن عمر.