باب الألف - إسماعيل بن محمد، بن عبدوس الدهان

إسماعيل بن محمد، بن عبدوس الدهان

أبو محمد النيسابوري، أنفق ماله على الأدب، وتقدم فيه، وبرع في علم اللغة، والنحو والعروف، وأخذ عن إسماعيل بن حماد الجوهري، فاستكثر منه، وحصل كتابه كتاب الصحاح في اللغة بخطه واتص باالأمير أبي الفضل الميكالي بشعر كثير، ثم أوتي الزهد والإعراض عن الأعراض الدنيا.
وقال لما أزمع الحج والزيارة:

أتيتك راجلاً ووددت أنـي

 

ملكت سواد عيني أمتطيه

ومالي لا أسير على الماقي

 

إلى قبر رسول الله فـيه

وله أيضاً:

أيا خير مبعوث إلـى خـير أمة

 

نصحت وبلغت الرسالة ولاوحيا

فلو كان في الإمكان سعى بمقلتي

 

إليك رسول الله أفنيتها سـعـيا

وله أيضاً:

عبد عصى ربه ولكن

 

ليس سوى واحد يقول

إن لم يكن فعله جميلاً

 

فإنما ظنه جـمـيل

وقال لصديق له:

نصحتك يا أبا إسحاق فاقبل

 

فإني ناصح لك ذو صداقه

تعلم ما بدا لك من علـوم

 

فما الإدبار إلا في الوراقه

قال: وسألني أن أردد شيئاً من أشعاره في الغزل والمديح في كتابي هذا، فانتهيت في ذلك إلى رواية...