باب الألف - إسماعيل بن موهوب، بن أحمد، بن محمد

إسماعيل بن موهوب، بن أحمد، بن محمد

ابن الخضر، بن الجواليق، يكنى أبا محمد، كان إمام أهل الأدب، بعد أبيه أبي منصور بالعراق، واختص بتأديب ولد الخلفاء، مات في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وكان مليح الخط، جيد الضبط، يشبه خطه خط والده، وكانت له معرفة حسنة باللغة والأدب، وكانت له حلقة بجامع القصر، يقرئ فيها الأدب كل جمعة. سمع منه ابن الأخضر، وابن حمدون الحسن تاج الدين، وغيرهما. ومولده في شعبان، سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وكان بينه وبين أخيه إسحاق في المولد سنة ونصف، وفي الوفاة ثلاثة أشهر.

حدثت أن أبا الحسن، جعفر بن محمد، بن فطيرا، ناظر واسط والبصرة، وما بينهما من تلك النواحي، دخل يوماً إلى بعض الوزراء في أيام المستضيئ بالله - سقى الله عهوده صوب الرضوان، - فرأى في مجلسه الذي كان بجلسه، رجلاً لم يعرفه، فهابه وجلس بين يدي الوزير، وكان بان فطير معروفاً بالمزاح والنادرة، فتقدم حتى قال للوزير مساراً: يا مولانا، من هذا الذي قد جلس في مجلسي؟ فقال: هذا لاشيخ الأمام أبو محمد بن الجواليقي. فقال: وأي أرباب المناصب هو؟ قال: ليس هو من أرباب المناصب، هذا هو الإمام الذي يصلي بأمير المؤمنين، صلوات الله عليه وسلامه.

قال: فقام مبادراً وأخذ بيده، وأزاحه عن موضعه، وجلس في منصبه، وقال له: أيها الشيخ، أن ينبغي أن تتشامخ على إمام الوزير ومن دونه، فتجلس فوقهم، لأنك أعلى منهم منزلة، فأما على أنا، وأنا ناظر واسط والبصرة وما بينهما، فلا. قال: فما تمالك أهل المجلس من الضحك أن يمسكوه.