ابن بكر، المحدث، ذكره الزبيدي وغيره في النحويين.
أخذ عن ابن أبي إسحاق، وقال ابن أبي إسحاق لبكر بن حبيب: ما ألحن في شيء، قال نفعل؟ فقال له: فخذ على كلمة، قال: هذه واحدة، قل كلمة، وقربت منه سنورة، فقال: لها اخسي، فقال له: أخطأت، إنما هو اخسئ.
وحدث أبو أحمد، الحسين بن عبد الله العسكري في كتاب النصحيف، له عن أبيه، عن عسل بن ذكوان عن الرياشي قال: توفى ابن لبعض المهالبة، فأتاه شبيب ابن شيبة المنقري يعزيه، وعنده بكر بن حبيب السهمي فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محبنطئاً، على باب الجنة يشفع لأبويه. فقال بكر بن حبيب: إنما هو محبنطياً غير مهموز. فقال له شبيب: أتقول لي هذا؟ وما بين لابتيها أفصح مني. فقال بكر: وهذا خطأ ثان، ما للبصرة وللوب، لعلك غرك قولهم: ما بين لابتي المدينة، يريدنون الحرة.
قال أبو أحمد: والحرة أرض تركبها حجارة سود وهي الللابة، وجمعها لابات، فإذا كسرت فهي اللوب والللاب، وللمدينة لابتان من جانبيها، وليس للبصرة لابة ولا حرة.
قال أبو عبيدة: المحبنطي بغير همزة: هو المنتصب المستبطئ للشيء، والمحبنطيئ بالهمز: العظيم البطن المنتفخ.
وقال أبو عبد الله المرزباني في كتاب المعجم: بكر بن حبيب السهمي من بالهلة، أحد مشايخ المحدثين قال النه عبد الله بن بكر، كان أبي يقول البيتين والثلاثة، وهو القائل:
سير النواعج في بلاج مضلة |
|
يمسي الدليل بها على ملمال |
خير من الطمع الدنئ ومجلس |
|
بفناء لا طلق ولا مفـضـال |
فاقصد لحاجتك المليك فإنـه |
|
يغنيك عن مترفع مخـتـال |
وحدث التاريخي عن أبي خالد، يزيد بن محمد المهلبي، عن البجلي، عن قتب بن بشر قال: كنت مع بكر بن حبيب السهمي بموضع، يقال له قصر زربي، ونحن مشرفون على المربد، إذ مر بنا يونس بن حبيب النحوي، فقال: أمر بكم الأمير؟ قال بكر: نعم، مر بنا عاصباً فوه، فرمى يونس بعنانه على عنق حماره، ثم قال: أف أف. فقال له بكر: انظر حسناً، ثم قال نعم.
وإنما ظن يونس بن حبيب النحوي، أنه قد لحن، وأنه كان يجب أ يوقل عاصباً فاه، فلما تبين أنه أراد عصب الفم صوبه.
قال: ومر بكر بن حبيب بدار فسمع جلبة فقال: ما هذه الجلبة؟ أعرس أم خرس؟ أم إعذار أم توكير؟ فقال له قوم: قد عرفنا العرس، فأخبرنا ما سوى ذاك، قال: الخرس: الطعام على الولادة، و الإعذار: الختان، و التوكير: أن يبني الرجل القبة، ويحدث القدر الجماع، فيقال: وكر لنا طعاماً. قال: والقدر: الجماع الكبيرة.
وقال ثعلب: الوكيرة: مأخوذ من الوكر، وهي الوليمة، التي يصنعها الرجل عند بناء المنزل.