تمام بن غالب بن عمرو، يعرف بابن التيان
أبو غالب المرسي الأندلسي. بخط بن يحلم، قال سعد الخير: مرسية بلدة حسنة من بلاد الأندلس، كثيرة التين، يجلب منها إلى سائر البلدان، فلعله نسب إليه لبيع التي. ذكره الحميدي فقال: كا إماماً في اللغة، وثقة في إيرادها، مذكوراً بالديانة والورع، مات بالمرية في جمادى، سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وله كتاب تلقيح العين في اللغة، لم يؤلف مثله اختصاراً وإكثاراً، وله فيه قصة تدل على فضله، وذلك أن الأمير أبا الجيش، مجاهد بن عبد الله العامري، وهو أحد المتغلبين على تلك النواحي، وجه إلى أبي غالب هذا - أيام غلبته على مرسية وأبو غالب ساكن بها - ألف دينار أندلسية، على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب مما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد. فرد الدنانير ولم يفعل، وقال: والله لو بذل لي ملء الدنيا ما فعلت، ولا استجزت الكذب، فإني لم أجمعه له خاصة، لكن لكل طالب عامة.
قال الحميدي: فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها واعجب لنفس هذا العالم وزاهتها: وقال أبو القاسم، خلف بن عبد الملك، بن بشكوال الأنصاري الأندلس: في كتاب الصلة من تصنيفه، وهو كتاب وصل به كتاب ابن الفرضي في تاريخ الأندلسيين، قال ابن حبان: وله كتاب جامع في اللغة، سماه تلقيح العين، جم الإفادة، وكان بقية شيوخ اللغة الضابطين لحروفها، الحاذقين بمقاييسها وكان ثقة صدوقاً عفيفاً، وذكر وفاته كما تقدم.