باب الثاء - ثابت بن محمد الجرجاني

ثابت بن محمد الجرجاني

أبو الفتوح، ذكره الحميدي في كتاب الأندلسيين فقال: دخل إلى الأندلس وجال في أقطارها، وبلغ إلى ثغورها، واجتمع بملوكها، وكان إماماً في العربية، متمكناً في علم العرب.

قال ابن بشكوال: قتل في محرم سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، قتله باديس بن حيوس، أمير صنهاجة، لتهمة لحقته عنده، في القيام عليه مع اب عمه بيدر بن جباسة. ومولده سنة خمسين وثلاثمائة. وكان مع تحققه بالأدب. قيماً بعلم المنطق، ودخل بغداد وأقام بها طالباً، وأملى بالأندلس كتاب شرح الجمل للزجاج. روى ببغداد عن اب جني، وعلي بن عيسى الربعي، وعبد السلام بن الحسين البصري، وروى كثيراً من علم الأدب.

وحدث الحميدي عن أبي محمد علي بن أحمد، عن البراء ابن عبد الملك الباجي قال: لما ورد أبو الفتوح الجرجاني الأندلس، كان أول من لقي من ملوكها، الأمير الموفق أبا الجيش مجاهداً العامري، فأكرمه وبالغ في إكرامه، فسأله عن رفيقه، من هذا معك؟ فقال:

رفيقان شتى ألف الدهر بيننا

 

وقد يلتقي الشتى فيأتلفـان

قال أبو محمد: ثم لقيت بعد ذلك أبا الفتوح، فأخبري عن بعض شيوخه: أن ابن الأعرابي رأى في مجلسه رجلي يتحادثان، فقال لأحدهما: من أين أنت؟ فقال: من إسبيجاب، وقال للآخر: من أين أنت؟ فقال: من الأندلس، فعجب ابن الأعرابي، فأنشد البيت المقدم، ثم أنشدني تمامها:

نزلت على قـيسـية يمـنـية

 

لها نسب في الصالحي هجـان

فقالت وأرخت حانب الستر دوننا

 

لأية أرض أم من الرجـلان؟

فقلتُ لها: أما رفيقي فـومـه

 

تميم وأما أسرتي فـيمـانـي

رفيقان شتى ألف الدهر بينـنـا

 

وقد يلتقي الشتى فيأتـلـفـان