باب الجيم - جعفر بن قدامة، بن زياد الكاتب

جعفر بن قدامة، بن زياد الكاتب

أبو القاسم، ذكره الخطيب فقال: هو أحد مشايخ الكتاب وعلمائهم، وكان وافر الأدب، حس المعرفة. وله مصنفات في صنعة الكتابة وغيرها، حدث عن أبي العيناء الضرير، وحماد بن إسحاق الموصلي، والمبرد، ومحمد ابن عبد الله بن مالك الخزاعي، ونحوهم. روى عنه أبو الفرج الأصفهاني.

ونقلت من خط أبي سعيد مع بن خلف البستي، مستوفي بيت الزرد والفرش السلطاني الملكشاهي، بتولية نظام الملك قال: قال جعفر بن قدامة الكاتب:

استمع بالله يا ابن ال

 

ملك والنجدة منـي

يومنا في الحسن والبه

 

جة قد جاز التمـي

فأزري نفسـك الـح

 

رة أولا فاستزرنـي

ومن خطه قال: نقلت من خط عبد الرحمن بن عيسى الوزير لجعفر بن قدامة:

كيف يخفى وإن أتاني نهـاراً

 

كسف الشمس بالجمال البهي

فكلا حالتيه يفضـح سـري

 

وينادي بكل أمـر خـفـي

بأبي أحسن الأنام جـمـيعـاً

 

تاه عقلي به وحق النـبـي

وقال أبو محمد عبيد الله بن أبي القاسم، عبد المجيد ابن بشران الأهوازي في تاريخه: مات أبو القاسم جعفر ابن قدامة، بن زياد يوم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة، سنة تسع عشرة وثلاثمائة. قال ابن بشران: وفي سنة عشرة وثلاثمائة، أخرج علي بن عيسى الوزير إلى اليمن منفياً، فقال أبو القاسم، جعفر بن قدامة الكاتب في ذلك:

أصبح الملك واهي الأرجـاء

 

وأمور الورى بغير استـواء

منذ نادت نوى علي بن عيسى

 

واستمرت به إلى صنعـاء

فوحق الذي يمـيت ويحـيي

 

وهو الله مـالـك الأشـياء

لقد اختل بعـده كـل أمـر

 

واستبانـت كـآبة الأعـداء

ثم صاروا بعد العداوة والـل

 

ه جميعاً في صورة الأولياء

يتألون كلهـم فـي عـلـي

 

إنه قد خلا من النـظـراء

ومن شعره أيضاً:

تسمع مت قبلك بعض قولي

 

ولا تتسلل مـنـي لـواذا

إذا أسقمت بالهجران جسمي

 

ومت بغصتي فيكون ماذا؟

ومن كتاب الوزراء لهلال ب المحسن: ولجعفر بن قدامة يمدح ابن الفرات:

يا ابن الفرات ويا كري

 

م الخيم محمود الفعال

ضيعت بعدك واطـرح

 

ت وبان للناس اختلالي

وتغيرت مذ غيرت

 

أحوالك الأيام حالي

لهفاً أبا حس علـى

 

أيامك الغر الخوالي

لهفاً عليهـا إنـهـا

 

بليت بأحوال بوالي

قرأت في كتاب المحاضرات لأبي حيان قال: وقلت للعروضي: أراك منخرطاً في سلك ابن قدامة، ومنصباً إليه، ومتوفراً عليه، وكيف يتفق بينكما، وكيف تأتلفان ولا تختلفان. فقال: إعلم أن الزمان وقت الاعتدال، والرجل كما تعرف على غاية البرد والغثاثة، وخساسة الطبع، وأنا كما تعرفني وتثبتني، فاعتدلنا إلى أن يتغير الزمان، ثم نفترق ونختلف ولا نتفق. وأنشأ يقول:

وصاحب أصبـح مـن بـرده

 

كالماء في كانون أو في شباط

ندمائه من ضـيق أخـلاقـه

 

كطأنهم في مثل سم الخـياط

نادمتـه يومـاً فـألـفـيتـه

 

متصل الصمت قليل النشـاط

حتى لقـد أوهـمـنـي أنـه

 

بعض التماثيل التي في البساط