باب الجيم - جناد بن واصل الكوفي

جناد بن واصل الكوفي

أبو محمد، ويقال: أبو واصل، مولى بني عاضدة، من رواة الأخبار والأشعار، لا علم له بالعربية، وكان يصحف ويكسر الشعر، ولا يميز بين الأعاريض المختلفة، فيخلط بعضها ببعض. وهو من علماء الكوفيين القدماء، وكان كثير الحفظ في قياس حماد الراوية. وحدث المرزباني قال: قال عبد الله بن جعفر: أخبرنا أبو عمرو أحمد بن علي الطوسي عن أبيه قال: ما كانوا يشكون بالكوفة في شعر، ولا يعزب عنهم اسم شاعر، إلا سألوا عنه جناداً، فوجدوه لذلك حافظاً، وبه عارفاً على لحن كان فيه، وكان كثير اللحن جداً، فوق لحن حماد، وربما قال من الشعر البيت والبيتين.

وقال الثوري: اتكل أهل الكوفة على حماد وجناد، ففسدت رواياتهم من رجلين، كانا يرويان لا يدريان، كثرت رواياتهما وقل علمهما. وحدث عبد الله بن جعفر عن جبلة بن محمد الكوفي، عن أبيه قال: مررت بجناد مولى العاضديين وهو ينشد:

إعلم بأن الحـق مـركـبـه

 

إلا على أهل التقى مستصعب

فاقدر بذرعك في الأمور فإنما

 

رزق السلامة من لها يتسبب

فقلت: أبرقت يا جناد؟ قال: وأني ذلك؟ قلت: في هذين البيتين. قال: فلم يستبن ذلك، فتركته وانصرفت.

قال عبد الله: وإنما أنكر عليه أن البيت الأول ينقص من عروضه وتد، والثاني تام فكسره ولم يعلم. والعرب لا تغلط بمثل هذا، وإنما يغلطون بأن يدخلوا عروضين في ضرب واحد من الشعر لتشابههما.. فأما هذا: فالصواب فيه أن يقول:

إعلم بأن الحق مركب ظهـره

 

إلا على أهل التقى مستصعب

ومعنى قوله أبرقت: خلطت بيتاً مكسوراً ببيت صحيح، فصار كالحبل الأبرق على لوين. والبرقاء من الأرض والحجارة: ذات لونين: سواد وبياض.