باب الجيم - جودي بن عثمان

جودي بن عثمان

مولىً لآل يزيد بن طلحة العنبسيين، من أهل مورور من بلاد الغرب، ذكره الحميدي والزبيدي، رحل إلى المشرق، فلقي الكسائي والفراء وغيرهما. وهو أول من أدخل كتاب الكسائي إلى الغرب، وسكن قرطبة بعد قدومه من المشرق، وفي حلقته أنكر على عباس بن ناصح قوله:

يشهد بالإخلاص يؤتيها

 

لله فيها وهو نصراني

فلحن حيث لم يشدد ياء النسب. وكان بالحضرة رجل من أصحاب عباس بن ناصح، فساءه ذلك، فقصد عباساً وكان مسكنه بالجزيرة، فلما طلع على عباس قال له: ما أقدمك - أعزك الله - في هذا الأوان؟ قال: أقدمني لحنك. قال له عباس: وأي لحن؟ فأعلمه. فقال له: ألا أنشدهم قول عمران ابن حطان:

يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمن

 

وإن لقيت معدياً فعدنانـي

فلما سمع البيت كر راجعاً. فقال له عباس: لو نزلت فأقمت عندنا. فقال: ما بي إلى ذلك من حاجة، ثم قدم قرطبة، واجتمع بجودي وأصحابه، فأعلمهم ما قال ووافقوه.