باب الحاء - حبيش بن عبد الرحمن أبو قلابة

حبيش بن عبد الرحمن أبو قلابة

وقيل: حبيش بن منقذ. كان أحد الرواة الفهمة. وكان بينه وبين الأصمعي مماظة لأجل المذهب، لأن الأصمعي - رحمه الله - كان سنياً حسن الاعتقاد، وكان أبو قلابة شيعياً رافضياً، ولما بلغته وفاة الأصمعي شمت به وقال:

أقول لما جاءني نـعـيه

 

بعداً وسحقاً لك من هالك

يا شر ميت خرجت نفسه

 

وشر مدفوع إلى مالك.

وله أيضاً فيه:

لعن الله أعظماً حمـلـوهـا

 

نحو دار البلى على خشبـات

أعظماً تبغض النبي وأهل البي

 

ت والطيبـين والـطـيبـات

وكان أبو قلابة صديقاً لعبد الصمد بن المعذل، وبينهما مجالسة وممازحة، وله معه أخبار.
حدث المرزباني قال: قال أنشدت أبا قلابة قولي فيه:

يا رب إن كان أبـو قـلابة

 

يشتم في خلوته الصحابـهْ

فابعث عليه عقرباً دبـابـهْ

 

تلسعه في طرف السبابـهْ

واقرن إليه حية منـسـابـهْ

 

وابعث على جوخانه سنجابهْ

قال: وابو قلابة ساكت. فلما قلت: وابعث على جوخانه سنجابه، قال: الله الله، ليس مع ذهاب الخير عمل. حدث المبرد في الروضة، حدثني عبد الصمد ابن المعذل قال: جئت أبا قلابة الجرمي، وهو أحد الرواة الفهمة، ومعه الأرجوزة التي نسبت إلى الأصمعي، وهي:

تهزأ مني أخت آل طيسـلـهْ

 

قالت أراه كاللقي لا شيء لهْ

قال: فسألته أن يدفعها إلي، فأبى. فعملت أرجوزتي التي أولها:

تهزأ مني وهي رود طلـهْ

 

أن رأت الأحناء مقفعـلـهْ

قالت أرى شيب العذار احتلهْ

 

والورد من ماء اليرنا حلـهْ

قال: ودفعتها إليه على أنها لبعض الأعراب، وأخذت منه تلك، ثم مضى أبو قلابة إلى الأصمعي يسأله عن غريبها. فقال له: لمن هذه؟ قال: لبعض الأعراب. فقال له: ويحك، هذه لبعض الدجالين دلسها عليك، أما ترى فيها كيت وكيت وكيت؟ قال: فخزي أبو قلابة واستحي.