باب الحاء - الحسن بن أحمد، بن عبد الله

الحسن بن أحمد، بن عبد الله، بن البناء

أبو علي المقرئ، المحدث الحنبلي. ولد سنة ستوتسعين وثلاثمائة. وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي وغيره. وسمع الحديث من ابن بشران وغيرهما، وتفقه على القاضي أبي يعلى ب الفراء. ومات في خامس رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. وصنف في كل فن حتى بلغت تصانيفه مائة وخمسين مصنفاً. منها: كتاب شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي في النحو، رأيته وكان له حلقة بجامع القصر، يفتي فيها ويقرأ الحديث وحلقة بجامع المنصور. وحدث السمعاني قال: سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول: كان واحد من أصحاب الحديث اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابوري، وكان سمع الكثير، وكان ابن البناء يكشط من التسميع بوري ويمد السين، وقد صار الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا قال: كذا قيل إنه كان يفعل. قال أبو الفرج: وهذا القول بعيد من الصحة، فإنه قال: كذا قيل ولم يحك عن علمه بذلك، فلا يثبت هذا. والثاني أن الرجل مكثر لا يحتاج إلى الاستزادة لما يسمع، ومتدين ولا يحسن أن يظن بالمتدين الكذب. والثالث أنه قد اشتهرت كثرة رواية أبي علي بن البنا، فأين هذا الرجل الذي يقال له: الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابوري؟ ومن ذكره ومن يعرفه؟ ومعلوم أن من اشتهر سماعه لا يخفى. وقال السمعاني ونقلته من خطه: الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا المقرئ الحافظ أبو علي، أحد الأعيان، والمشار إليهم في الزما، له في علوم القرآ والحديث والفقه والأصول والفروع عدة مصنفات. حكى بعض أصحاب الحديث عنه أنه قال: صنفت خمسمائة مصنف، وكان حلو العبارة.

قال السمعاني: وقرأت بخط الإمام والدي: سمعت أبا جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني بها يقول: سمعت أبا علي ابن البنا ببغداد. وقال: ذكرني أبو بكر الخطيب في التاريخ بالصدق أو بالكذب؟ فقالوا: ما ذكرك في التاريخ أصلاً فقال: ليته ذكرني ولو في الكذابين.

قال السمعاني: أنبأنا أبو عثمان العصائدي، أنبأنا أبو علي بن البنا قال: كتب إلي بعض إخواني من أهل الأدب كتاباً وضمنه قول الخليل بن أ؛مد:

إن كنت لست معي فالقلب منك معي

 

يراك قلبي وإن غيبت عن بصـري

العين تبصر ما تهـوى وتـفـقـده

 

وباطن القلب لا يخلو من النـظـر

فكتب إليه أبو علي لنفسه:

إذا غيبت أشباحنا كـان بـينـنـا

 

رسائل صدق في الضمير تراسل

وأرواحنا في كل شرق ومغـرب

 

تلاقي بإخلاص الوداد تواصـل

وثم أمور لو تحققت بعـضـهـا

 

لكنت لنا بالعذر فيها تـقـابـل

وكم غائب والصدر منه مسـلـم

 

وكم زائر في القلب منه بلابـل

فلا تجزعن يوماً إذا غاب صاحب

 

أمين فما غاب الصديق المجامل