باب الحاء - الحسنبن يزداد بن هرمز

الحسنبن يزداد بن هرمز

ابن شاهوه، أبو عليٍ الأهوازي المقرئ، صاحب التصانيف المشهورة. قال ابن عساكر: قدم دمشق في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائةٍ وسكنها، وقرأ القرآن برواياتٍ كثيرةٍ وأقرأه، وصنف كتاباً في القرآن، وحدث عن خلقٍ كثيرٍ، منهم نصر بن أحمد المرجي، وأبو حفصٍ الكتاني، والمعافا بن زكريا بن طرارٍ، وروى عنه الخطيب أبو بكرٍ ثابت وغيره. قال ابن عساكر: أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنبأنا أبو عليٍ الأهوازي، حدثنا أبو زرعة أحمد بن محمد بن عبد الله بن سعيدٍ القشيري، حدثني جدي لأمي الحسن بن سعيدٍ، حدثنا أبو عليٍ الحسين بن إسحاق الدقيقي، حدثنا أبو زيدٍ حماد بن دليلٍ عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلمٍ، عن عبد الرحمن بن سابطٍ، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كانت عشية عرفة هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيطلع إلى أهل الموقف فيقول: مرحباً بزواري الوافدين إلى بيتي، وعزتي لأنزلن إليكم، ولأساوي منزلكم بنفسي، فينزل إلى عرفة فيعممه بمغفرته، ويعطيهم ما يسألون إلا المظالم ويقول: يا ملائكتي، لنشهدكم أني قد غفرت لهم، ولا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس، ويكون أمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء تلك الليلة، فإذا أسفر الصبح ووقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم، ثم يعرج إلى السماء إلى منى ". هذا حديث منكر، وفي إسناده غير واحدٍ من المجهولين. وللأهوازي أمثاله في كتابٍ جمعه في الصفات سماه كتاب البيان، في شرح عقود أهل الإيمان، أودعه أحاديث منكرة، كحديث: " إن الله تعالى لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق " مما لا يجوز أن يروى ولا يحل أن يعتقد، وكان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر، ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه، وحديث إجراء الخيل موضوع، وضعه بعض الزنادقة ليشنع بهعلى أصحاب الحديث في رواياتهم المستحيلة، فيقبله بعض من لا عقل له ويراه، وهو مما يقطع ببطلانه شرعاً وعقلاً. قال الأهوازي: ولدت في سابع عشر من المحرم سنة اثنتين وستين وثلاثمائةٍ. ومات في رابع ذي الحجة سنة ستٍ وأربعين وأربعمائةٍ.

قال ابن عساكر: وسمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور يحكي عن أبيه قال: لما ظهر من الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات اتهم في ذلك، فسار رشاء بن نظيف، وأبو القاسم بن الفرات، وابن القماح إلى العراق لكشف ما وقع في نفوسهم منه، ووصلوا إلى بغداد وقرؤوا على بعض الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي، وجاءوا بالإجازات عنهم وبخطوطهم، فمضى الهوازي إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط التي معهم، ففعلوا ودفعوها إليه، فأخذها وغير أسماء من سمى ليستر دعواه فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح. وبلغني أنهم سالوا عنه بعض المقرئين الذي ذكر أنه قرأ عليهم وحكوه له، فقال: هذا الذي تذكرونه قد قرأ علي جزءاً أو نحوه. قال: وقال حدثني أبي قال: عاتبت أو عوتب أبو طاهرٍ الواسطي المقرئ في القراءة على الأهوازي فقال: أقرأ عليه العلم ولا أصدقه في حرفٍ واحدٍ. قال وحدثني أبو طاهرٍ محمد بن الحسن بن علي بن المليحي قال: كنت عند رشاء بن نظيف في داره على باب الجامع، - وله طاقة إلى الطريق - فاطلع فيها وقال: قد عبر رجل كذاب، فاطلعت فوجدت الأهوازي. قال: وقال ابن الأكفاني قال لنا الكتاني: كان الأهوازي مكثراً من الحديث، وصنف الكثير في القراءات، وكان حسن التصنيف، وجمع في ذلك شيئاً كثيراً، وفي أسانيد القراءات غرائب كان يذكر في مصنفاته أنه أخذها روايةً وتلاوةً، وأن سيوخه أخذوها روايةً وتلاوةً. ولما توفي كانت له جنازة عظيمة.