باب الحاء - أبو الحكم بن غلندو الإشبيلي

أبو الحكم بن غلندو الإشبيلي

ولد بإشبيلية وبها نشأ، وكان أديباً شاعراً جيد الشعر متفنناً بصناعة الطب، خدم بها المنصور أمير المؤمنين عبد المؤمن بن سعيدٍ فحظي عنده وقدم، وكان أبوه أيضاً في خدمة أبي يعقوب والد المنصور، وكان أبو الحكم حسن الحظ يكتب الخطين الأندلسي والمشرقي، وتوفي بمراكش سنة سبعٍ وثمانين وخمسمائةٍ. ومن شعره:

ماست فأزرت بالغصون الميس

وأتتك تخطر في غلالة سندس

وتبرجت جنح الظلام كـأنـهـا

شمس تجلت في دياجي الحندس

تخـتـال بـين لـداتـهـا فـتـخـالــهـــا

بدراً بـدا بـين الـجـواري الـكـــنـــس

أرجـت بـرياهـا الـصـبـا فـتـضـوعــت

أنـفـاسـهـا والـصـبـح لـم يتـنـفـــس

وسرت إلينا في ملاءة سندسٍ

  بترفلٍ وتدللٍ وتبهنس

وتزلفت والليل مسبل جنحه

والـجـو داجٍ مـن ظـلام الـحـــنـــدس

وله:

لئن غبت عن عيني وشط بك النوى

 

فأنت بقلبي حـاضـر وقـريب

خيالك في وهمي وذكرك في فمي

 

ومثواك في قلبي فأين تـغـيب؟