باب الخاء - الخضر بن مروان

الخضر بن مروان

ابن أحمد بن أبي عبد الله الثعلبي أبو العباس الضرير التوماثي، بضم التاء المثناة وسكون الواو بعدها ميم وألف ثم ثاء مثلثة: بلد من بلاد الجزيرة، التارقي الجزري. ولد بالجزيرة ونشأ بميافارقين، وأصله من توماثا. وكان عالماً بالنحو مقرئاً فاضلاً أديباً عارفاً حسن الشعر كثير المحفوظ، قرأ اللغة على ابن الجواليقي والنحو على ابن الشجري، والفقه على أبي الحسن الأبنوسي، وكان ببغداد، وله محفوظات كثيرة منها: المجمل، وشعر الهذليين، وشعر رؤبة وذي الرمة. لقيته بمرو وسرخس وينسابور في سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائةٍ، وسألته عن مولده فقال سنة خمسٍ وخمسمائةٍ، وأنشدني لنفسه:

كتبت وقد أودى بمقلتي البـكـا

 

وقد ذاب من شوقٍ إليك سوادها

فما وردت لي نحوكم من رسالةٍ

 

وحقكـم إلا وذاك سـوداهـا

وقال أيضاً:

أنت في غمرة النعيم تعـون

 

لست تدري بـأن ذا لا يدوم

كم رأينا من الملوك قـديمـاً

 

همدوا فالعظام منهم رمـيم؟

ما رأينا الزمان أبقى على شخ

 

صٍ شقاءً فهل يدوم النعـيم؟

والغني عند أهله مستـعـار

 

فحميد به ومـنـهـم ذمـيم

وقال:

مواعظ الدهر أدبتـي

 

وإنما يوعـظ الأديب

لم يمض بؤس ولا نعيم

 

إلا ولى فيهما نصيب

بلغتنا وفاته ببخارى سنة ثمانين وخمسمائة.