شاعر إسلامي دخل على معاوية فقال له: ما صنع بك الدهر؟ فقال يا أمير المؤمنين. صدع قناتي، وشيب سوادي، وأفنى لذاتي، وجرأ علي أعدائي، ولقد بقيت زماناً آنس بالأصحاب. وأسبل الثياب. وآلف الأحباب. فبادوا عني، ودنا الموت مني. فقال له أنشدني ما قلت في الخمر والنهي عنها، فقال:
أنهد بن زيدٍ ليس في الخمر رفعة |
|
فلا تقربوها إنني غير فـاعـل |
فأني وجدت الخمر شيئاً ولم يزل |
|
أخو الخمر حلالاً شرار المنازل |
فكم قد رأينا من فتى ذي جهـالةٍ |
|
صحا بعد أزمان وطول تجاهـل |
ومن سيدٍ قد قـنـعـتـه مـذلة |
|
فعاش ذليلاً ضحكةً في المحافل |
فلله أقوام تمـادوا بـشـربـهـا |
|
فأضحوا وهم أحدوثة في القوافل |
فقال معاوية: صدقت والله لكم من سيدٍ أدمنها فتركته ضحكةً وأحدوثةً، ومن ذي رغبةٍ فيها قد صحا عنها فصار سيد قومه، والله ما وضع شيء الرجل كما وضعه الشراب، والله لهي الداء العياء. مات خيار النهدي في خلافة يزيد بن معاوية.