باب الدال - داود بن القاضي

داود بن القاضي

أحمدبن أبي داود. كان أديباً شاعراً فاضلاً، وكان صديقاً لمحمد بن بشيرٍ الرياضي الشاعر المشهور، وكان ابن بشيرٍ كثير التردد عليه، ففقد ابن بشيرٍ يوماً أهلوه، وطلبوه فلم يجدوه، وكان مع أصحاب له خرج معهم للنزهة فجاءوا إلى القاضي داود بن أحمد يسألونه عنه، فقال لهم اطلبوه في منزل حسنٍ المغنية، فإن وجدتموه وإلا فهو في حبسأبي شجاعٍ صاحب شرطة خمار التركي. فلما كان بعد أيامٍ جاء ابن بشيرٍ إليه فقال له: إيهٍ أيها القاضي، كيف دللت على أهلي؟ قال: كما بلغك، وقد قلت في ذلك أبياتاً، قال: أو فعلت ذلك أيضاً؟ زدني من برك، هات، أي شيء قلت؟ فأنشده:

ومرسلةٍ تـوجـه كـل يومٍ

 

إلى وما دعا للصـبـح داعٍ

تسائلني وقد فقـدوه حـتـى

 

أرادوا بعده قسم الـمـتـاع

إذا لم تلقه في بيت حـسـنٍ

 

مقيماً للشراب وللـسـمـاع

ولم ير في طريق بني سدوسٍ

 

يخط الأرض منه بالكـراع

يدف حزونها بالوجه طـوراً

 

وطوراً باليدين وبـالـذراع

فقد أعياك مطلبه وأمـسـى

 

بلا شكٍ بحبسأبي شـجـاع

فجعل ابن بشيرٍ يضحك ويقول: أيها القاضي لو غيرك يقول لي هذا لعرف مصيره، ثم يبرح حتى أعطاه داود مائتي درهمٍ وخلع عليه.