راجز مشهور، وفد على الوليد بن عبد الملك وكان الوليد متأهباً لسباق الخيل فقاد دكين فرسه للسباق، فلما رآه الوليد وكان الفرد دميماً قال: أخرجوه من الحلبة، قبح الله هذا، فقال دكين يا أمير المؤمنين: والله مالي مال غيره، فإن لم يسبق خيلك فهو حبيس في سبيل الله. فضحك الوليد وأمر بختمه وأرسلت الخيل فجاء سابقاً فقال دكين:
قد أغتدي والطير في أكنـات |
|
يخدوني الشمأل في الـفـلاة |
والليل لم يحسر عن الـقـنـاة |
|
وللندى لم علـى لـمـاتـي |
بذي شنيبٍ سابغ الصلـعـات |
|
ناتي المعد مشرف القـطـاة |
من قــارحٍ وأمـــنٍ وآت |
|
ومـن ربـاعٍ وربـاعـيات |
ومـن ثـنـيٍ ومـثـنـيات |
|
وجذعٍ عبـلٍ ومـجـذعـات |
بتن على الجبل مسـطـرات |
|
حتى إذا انشقت دجى الظلمات |
ووضع الخيل على اللـبـات |
|
وفرق الغلمان بـالـوصـاة |
من كل ذي قرطٍ مقـزعـات |
|
أرسلن يعبطن ذرى الصعدات |
يسرى دوين الشمس ملخصات |
|
من قسطلان القاع مسحـلات |
حتـى إذا كـن بـمـهـويات |
|
بالنصف بين الخط والغـايات |
عضبن أبيه على الـشـبـات |
|
وسط سنا ضنطٍ ملحـمـات |
مثل السراحين مـصـلـيات |
|
جاء أمام سـبـق الـغـايات |
منهن من عرض للـذمـات |
|
|
وقال يمدح مصعب بن الزبير:
يا ناق خبى بالقـيود خـبـبـا |
|
حتى تزوري بالعراق مصعبا |
قد علم الأنـام إذ ينـتـخـبـا |
|
بيانـه ورأيه الـمـجـربـا |
وفي الأمور عقله الـمـؤدبـا |
|
يامرسل الريح الجنوب والصبا |
وآذاناً للفلك تجـري خـبـبـا |
|
وخالق الاء وشيجاً نـسـبـا |
يعيد خلقاً بعد خلقٍ عـجـبـا |
|
عظماً ولحماً ودماً وعصـبـا |
خالاً وعما وابـن عـمٍ وأبـا |
|
أعط الميأر مصعباً ما احتسبا |
واجعل له من سلسبيلٍ مشربـا |
|
فرعاً يزين المنبر المنصـبـا |
قلباً دهياً ولساناً قـصـعـبـا |
|
هذا وإن قيل له هب وهـبـا |
جوارياً وفـضةً وذهـبـــا |
|
والخيل يعلكن الحديد المنشبـا |
فوراً تلجلجن أبازيم الـشـبـا |
|
قد جعل الناس إليه سـبـبـا |
مات دكين بن رجاء سنة خمسٍ ومائةٍ.