باب الدال - دكين بن رجاء الفقيمي

دكين بن رجاءٍ الفقيمي

راجز مشهور، وفد على الوليد بن عبد الملك وكان الوليد متأهباً لسباق الخيل فقاد دكين فرسه للسباق، فلما رآه الوليد وكان الفرد دميماً قال: أخرجوه من الحلبة، قبح الله هذا، فقال دكين يا أمير المؤمنين: والله مالي مال غيره، فإن لم يسبق خيلك فهو حبيس في سبيل الله. فضحك الوليد وأمر بختمه وأرسلت الخيل فجاء سابقاً فقال دكين:

قد أغتدي والطير في أكنـات

 

يخدوني الشمأل في الـفـلاة

والليل لم يحسر عن الـقـنـاة

 

وللندى لم علـى لـمـاتـي

بذي شنيبٍ سابغ الصلـعـات

 

ناتي المعد مشرف القـطـاة

من قــارحٍ وأمـــنٍ وآت

 

ومـن ربـاعٍ وربـاعـيات

ومـن ثـنـيٍ ومـثـنـيات

 

وجذعٍ عبـلٍ ومـجـذعـات

بتن على الجبل مسـطـرات

 

حتى إذا انشقت دجى الظلمات

ووضع الخيل على اللـبـات

 

وفرق الغلمان بـالـوصـاة

من كل ذي قرطٍ مقـزعـات

 

أرسلن يعبطن ذرى الصعدات

يسرى دوين الشمس ملخصات

 

من قسطلان القاع مسحـلات

حتـى إذا كـن بـمـهـويات

 

بالنصف بين الخط والغـايات

عضبن أبيه على الـشـبـات

 

وسط سنا ضنطٍ ملحـمـات

مثل السراحين مـصـلـيات

 

جاء أمام سـبـق الـغـايات

منهن من عرض للـذمـات

 

 

وقال يمدح مصعب بن الزبير:

يا ناق خبى بالقـيود خـبـبـا

 

حتى تزوري بالعراق مصعبا

قد علم الأنـام إذ ينـتـخـبـا

 

بيانـه ورأيه الـمـجـربـا

وفي الأمور عقله الـمـؤدبـا

 

يامرسل الريح الجنوب والصبا

وآذاناً للفلك تجـري خـبـبـا

 

وخالق الاء وشيجاً نـسـبـا

يعيد خلقاً بعد خلقٍ عـجـبـا

 

عظماً ولحماً ودماً وعصـبـا

خالاً وعما وابـن عـمٍ وأبـا

 

أعط الميأر مصعباً ما احتسبا

واجعل له من سلسبيلٍ مشربـا

 

فرعاً يزين المنبر المنصـبـا

قلباً دهياً ولساناً قـصـعـبـا

 

هذا وإن قيل له هب وهـبـا

جوارياً وفـضةً وذهـبـــا

 

والخيل يعلكن الحديد المنشبـا

فوراً تلجلجن أبازيم الـشـبـا

 

قد جعل الناس إليه سـبـبـا

مات دكين بن رجاء سنة خمسٍ ومائةٍ.