باب الذال - ذو القرنين بن ناصر الدولة

ذو القرنين بن ناصر الدولة

أبي محمدٍ الحسن بن عبد الله، أبو المطاع بن حمدان التغلي المعروف بوجيه الدولة. كان أديباً فاضلاً شاعراً ولى إمرة دمشق سنة اثنتي عشرة وأربعمائةٍ. ثم عزل ثم وليها سنة خمس عشرة وأربعمائةٍ، وبقى إلى سنة تسع عشرة وأربعمائةٍ. ومن شعره:

لو كنت ساعة بيننا ما بينـنـا

 

وشهدت حين نكرر التوديعـا

أيقنت أن من الدموع محـدثـا

 

وعلمت أن من الحديث دموعا

وقال:

يا غانياً عـن خـلـتـى

 

أنا عنك إن فكرت أغنى

إن التقاطع والـعـقـو

 

ق هما أزالا الملك عنا

وأظن أن لـن يتـركـا

 

في الأرض مؤتلفين منا

يفنى الذي وقع الـتـنـا

 

زع بيننا فيه ونفـنـى

وقال:

بأبي من هويته فافترقـنـا

 

وقضى الله بعد ذاك اجتماعا

فافترقنا حولاص فلما التقينا

 

كان تسليمه علـي وداعـا

وقال:

أفدي الذي زرته بالسيف مشتملاً

 

ولحظ عينيه أمضى من مضاربه

فما خلغت نجادى للعـنـاق لـه

 

حتى لبست نجـاداً مـن ذوائبـه

فإن أسعدنا فـي نـيل بـغـيتـه

 

من كان في الحب أشقانا بصاحبه

وقال:

من كان يرضى بـذلٍ فـي ولايتـه

 

خوف الزوال فإني لست بالراضـى

قالوا فتركب أحياناً فـقـلـت لـهـم

 

تحت الصليب ولا في موكب القاضي

توفي أبو المطاع بمصر في صفرٍ سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة.