باب الراء - ربيعة بن عامر

ربيعة بن عامر

ابن أنيف بن شريح بن عمرو بن زيد بن عبد الله ابن عدس بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميمٍ، الملقب بمسكينٍ، قال أبو عمرٍ الشيباني: وإنما لقب مسكيناً لقوله:

أنا مسكين لمن أنكـرنـى

 

ولمن يعرفني جد نطـق

لا أبيع الناس عرضي إننى

 

لو أبيع النسا عرضي لنفق

وقال ابن قتيبة: وسمي المسكين لقوله:

وسميت مسكيناً وكانت لجاجةً

 

وإني لمسكين إلى الله راغب

وكان مسكين شاعراً مجيداً سيداً شريفاً، وكان بينه وبين الفرزدق مهاجاةٌ، فدخل بينهما شيوخ بني عبد الله وبني مجاشعس فتكافا، واتقاه الفرزدق خشية أن يستعين عليه بجرير، واتقى مسكين الفرزدق خوفاً من أن يعينه عليه عبد الرحمن بن حسانٍ.

وقال الفرزدق: نجوت من ثلاثة أشياء لا أخاف بعدها شيئاً: نجوت من زيادٍ حين طلبنى، ونجوت من ابني رميلة وقد نذرا دمى، وما فاتهما أحد طلباه، ونجوت من مهاجاة مسكينٍ الدارمى، لأنه لو هجاني اضطرني أن أهدم شطر حسبى، لأنه من بحبوحة نسبي وأشراف عشيرتى، فكان جرير حينئذٍ ينتصف مني بيدي ولسانى.
ومن مختارات شعر مسكينٍ الدارمي قوله:

ولست إذا ما سرني الدهر ضاحـكـاً

 

ولا خاشعاً ما عشت من حادث الدهر

ولا جاعلاً عضي لـمـالـي وقـايةً

 

ولكن أقي عرضي فيحرزه وفـرى

أعف لدي عسري وأبدى تـجـمـلاً

 

ولا خر في من لا يعف لدى العسر

وإني لأستحي إذا كنـت مـعـسـراً

 

صديقي وإخواني بأن يعلموا فقـرى

وأقطع إخواني وما حال عـهـدهـم

 

حياءً وإعراضاً وما بي من كـبـر

ومن يفتقر يعلم مـكـان صـديقـه

 

ومن يحيى لا يعدم بلاء من الدهـر

ومن مستحسن شعره:

إتق الأحمق أن تصـحـبـه

 

إنما الأحمق كالثوب الخلـق

كلما رقعت منـه جـانـبـاً

 

حركته الريح وهناً فانخرق

أو كصدعٍ في زجـاج بـينٍ

 

أو كفتقٍ وهو يعيى من رتق

وإذا جالسته في مـجـلـسٍ

 

أفسد المجلس منه بالخـرق

وإذا نهنهتـه كـي يرعـوى

 

زاد جهلاً وتمادى في الحمق

وإذا الفاحش لاقى فاحـشـاً

 

فهنا كم وافق الشن الطبـق

إنما الفحش ومـن يعـتـاده

 

كغراب السوء ما شاء نعـق

أو حمار السوء إن اشبعـتـه

 

رمح الناس وإن جاع نهـق

أو كعبد السوء إن جوعـتـه

 

سرق الجار وإن يشبع فسق

أو كغيرى رفعت من ذيلهـا

 

ثم أرخته ضراراً فانخـرق

أيها السائل عما قد مـضـى

 

هل جديد مثل ملبوسٍ خلـق

وقدم على معاوية فسأله أن يفرض له فأبى، فخرج من عنده وهو يقول.

أخاك أخاك إن من لا أخـا لـه

 

كساعٍ إلى الهيجا بغير سـلاحٍ

وإن ابن عم المر فاعلم جناحـه

 

وهل ينهض البازي بغير جناح؟

وقال:

ناري ونار الجـار واحـدة

 

وإليه قبلي تنزل الـقـدر

ماضر جاراً لـي أجـاوره

 

ألا يكون لبـيتـه سـتـر

أغضى إذا ما جارتي برزت

 

حتى يواري جارتي الخدر

ويصم عما كان بينـهـمـا

 

سمعي وما بي غيره وقـر