باب الراء - ربيعة بن ثابت

ربيعة بن ثابت

ابن لجإ بن العيزار بن لجأٍ الأسدي أبو ثابتٍ الرقي الشاعر، استقدمه أمير المؤمنين المهدي فمدحه بعدة قصائد مشهورةٍ فأجازه وأجزل صلته، وهو الذي قال في يزيد بن حاتمٍ المهلبي ويزيد بن أسيدٍ السلمى:

لشتان ما ين اليزيدين في النـدى

 

يزيد سليمٍ والأغر ابن حـاتـم

يزيد سليمٍ سالم المال والغـنـى

 

أخو الأزد للأموال غير مسالـم

فهم الفتى الأزدي إتلاف مالـه

 

وهم الفتى القيسي جمع الدراهم

وهو الذي يقول في العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قصيدته المشهورة التي لم يسبق إليها إجادةً ومنها:

لو قيل للعباس يا بن محمدٍقل لا وأنت مخلد ما قالها

 

ما إن أعد من المكارم خصلةً

 

إلا وجـدتـك عـمـهـا أو خـــالـــهـــا

وإذا الـمـلـوك تـسـايروا فــي بـــلـــدةٍ

 

كانـوا كـواكـبـهـا وكـنـت هـلالــهـــا

إن الـمـكـارم لـم تـزل مـــعـــقـــولةً

 

حتـى حـلـلـت بـراحـتـيك عـقـالـهـــا

فبعت إليه العباس بدينارين فقال:

مدحتك مدحة السيف المحلـى

 

لتجري في الكرام كما جريت

فهبها مدحةً ذهبت ضـياعـاً

 

كذبت عليك فيها وافـتـريت

فأنت المرء ليس لـه وفـاء

 

كأني إذ مدحتك قـد رثـيت

فلما بلغت العباس غضب وتوجه إلى الرشيد فقال: إن ربيعة الرقي قد هجاني فأحضره وهم بقتله: فقال يا أمير المؤمنين: مره بإحضار القصيدة فأحضرها، فلما سمعها استحسنها وقال: والله ما قال أحد في الخلفاء مثلها فكم أثابك؟ قال: دينارين، فغضب الرشيد بن العباس وقال: يا غلام أعط ربيعة ثلاثين ألف درهمٍ وخلعةً واحمله على بغلةٍ. وقال له: بحياتي لا تذكره في شعرك لا تعريضاً ولا تصريحاً. وكان الرشيد قد هم بأن يزوج العباس ابنته ففتر عنه لذلك. توفي ربيعة الرقي سنة ثمانٍ وتسعين ومائةٍ.