أبو نعمة التتري المعروف بالمحفحف، كان شاعراً جيد الشعر نقي الألفاظ مختارها، رقيق المعاني، يمدح السادات وأهل البيوتات، لقيته بحلب سنة ثمانين وخمسمائةٍ، وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة، ومن شعره:
أصبح الربع من سمية خالـي |
|
غير هين وناشـط وغـوال |
وثلاث كـأنـهـن حـمـام |
|
في رمال وأشعث الرأس بال |
هللته الرياح مـمـا تـوالـى |
|
نسجها بـالـغـدو والآصـال |
من قبول ومن دبورٍ سـنـوجٍ |
|
وجنوبٍ ومن صباً وشـمـال |
يجلب الغيث غير سـيب حـياه |
|
برسـوم الـديار والأطــلال |
كل نبتٍ من الـربـيع وزهـرٍ |
|
مثل جيدٍ من العرائس حالـي |
وكذاك الذي عـهـدنـا لـديه |
|
في ظلال الخيام أو في الحجال |
كل براقة الـثـنـايا تـراهـا |
|
برقيق الغـروب عـذبٍ زلال |
وكأن الغمام من بـعـد وهـنٍ |
|
مازجتـه بـقـرقـفٍ جـريال |
كنت في عينها كمرود كـحـلٍ |
|
صرت في عينها كشوك السبال |
حيث صار السواد مني بياضـاً |
|
وتـبـدلـت أرذل الإبــدال |