باب الزاي - الزبير بن كبار بن عبد الله

الزبير بن كبار بن عبد الله

ابن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله القرشي لأسدي، كان علامةً نسابةً أخبارياً وعلى كتابه في أنساب قريش الاعتماد في معرفة نساب القرشيين، أخذ عن سفيان بن عيينة وغيره، وروى عنه ابن ماجة وابن أبي الدنيا وغيرهما. وكان ثقةً من أوعية العلم ولا يلتفت لقول أحمد بن علي السلماني فيه: إنه منكر الحديث حدث موسى بن هارون قال: كنت بحضرة الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر فاستأذن عليه الزبير بن بكارٍ، فلما دخل عليه أكرمه وعظمه وقال له: إن باعدت بيننا الأنساب فقد قربت بيننا الآداب، وإن أمير المؤمنين أمرني أن أدعوك وأقلدك القضاء، فقال له الزبير بن بكارٍ: أبعد ما بلغت هذا السن ورويت أن من ولى القضاء فقد ذبح بغير سكينٍ أتولى القضاء؟ فقال له: فتلحق بأمير المؤمنين بسر من رأى فقال له: أفعل، فأرم له بعشرة آلاف درهمٍ وعشرة تخوت ثيابٍ وظهرٍ حمله ويحمل ثقله إلى حضرة سر من رأى، فلما أراد الانصراف قال له: إن رأيت يا أبا عبد الله أن تفيدنا شياً نرويه عنك ونذكرك به، قال نعم. انصرفت من عمرة المحرم فبينا أنا بأثاية العرج إذ أنا بجماعةٍ مجتمعةٍ فأقبلت إليهم، وإذا برجلٍ كان يقنص الظباء وقد وقع ظبي في حبالته، فذبحه فانتقض في يده فضرب بقرته صدره فنشب القرن فيه فمات، وإذا بفتاةٍ أقبلت كأنها الملهاة. فلما رأت زوجها ميتاً شهقت ثم قالت:

يا خشن لو بطل لكنـه أجـل

 

على الأثاية ما أودى به البطل

يا خشن جمع أحشائي وأقلقها

 

وذاك يا خشن لولا غيره جلل

أضحت فتاة بني نهدٍ علانـيةً

 

وبعلها في أكف القوم محتمل

وكنت راغـبةً فـيه أضـن بـه

 

فحال من دون ظبي الريمة الأجل

ثم شهقت فماتت، فما رأيت أعجب به من الثلاثة: الظبي مذبوح، والرجل جريح ميت، والفتاة ميتة. فلما خرج قال الأمير محمد بن عبد الله: أي شيء أفدنا من الشيخ؟ قالوا: الأمير أعلم، قال: قوله:

أضحت فتاة بني نهدٍ علانية

أي ظاهرةً وهذا حرف لم أسمعه في كلام العرب قبل اليوم. ثم ولى الزبير بن بكارٍ قضاء مكة، ومات بها وهو قاض عليها ليلة الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة ستٍ وخمسين ومائتين، وللزبير بن بكار من التصانيف: كتاب أنساب قريشٍ وأخبارها. وكتاب أخبار العرب وأيامها. وكتاب نوادر أخبار النسب. وكتاب الموفقيات في الأخبار، ألفه للموفق بالله، وكتاب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم. وكتاب وفود النعمان على كسرى: وكتاب الأوس والخزرج. وكتاب النخل. قال ابن النديم: رأيته بخط ابن السكري، وكتاب نوادر المدنيين: وكتاب الاختلاف. وكتاب العقيق وأخباره. وكتاب إغارة كثير على الشعراء. وأخبار ابن ميادة. وأخبار ابن الدمينة. وأخبار ابن قيس الرقيات. وأخبار أبي دعبلٍ الجمحي. وأخبار أبي السائب. وأخبار الأشعث. وأخبار الأحوص. وأخبار ابن هرمة. وأخبار توبة بن الحمير وليلى الأخيلية وأخبار أمية بن أبي الصلت. وأخبار حاتمٍ. وأخبار حسانٍ، وأخبار جميل، وأخبار عبد الرحمن بن حسان وأخبار العرجي، وأخبار عمر بن أبي ربيعة، وأخبار كثيرٍ، وأخبار المجنون، وأخبار نصيبٍ، وأخبار هدبة ابن الخشرم، وأخبار زيادٍ وغير ذلك.