باب الزاي - زياد بن سلمى

زياد بن سلمى

أبن عبد القيس، أبو أمامة العبدي، المعروف بزيادٍ الأعجم، مولى عبد القيس، قيل له الأعجم للكنةٍ كانت فيه. أدرك أبا موسى الأشعري وعثمان بن أبي العاص، وشهد معهما فتح إصطخر. عده ابن سلامٍ في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام، وهم الفرزدق بهجاء عبد القيس، فأرسل إليه زياد: لا تعجل حتى أهدي إليك هديةً، فبعث إليه:

فما ترك الهاجون لي إن هجوتـه

 

مصحاً أراه في أديم الـفـرزدق

وما تركوا عظماً يرى تحت لحمه

 

لكاسره أبقـوه لـلـمـتـعـرق

سأكسر ما أبقوه لي من عظـامـه

 

وأنكت مخ الساق منه وأنتـفـى

وإنا وما تهدي لنا إن هجـوتـنـا

 

لكالبحر مهما يلق في البحر يغرق

فلما بلغ الفرزدق الشعر قال: ما إلى هجاء هؤلاء من سبيلٍ ما عاش هذا العبد. ودخل زياد على عبد الله بن جعفر فسأله في خمس دياتٍ فأعطاه، ثم عاد فسأله في خمس دياتٍ أخر فأعطاه، ثم عاد فسأله في عشر دياتٍ فأعطاه، فأنشأ يقول:

سألناه الجزيل فما تلـكـا

 

وأعطى فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنـا

 

فأحسن ثم عدت له فعادا

مراراً لا أعـود إلـيه إلا

 

تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا

وقال يرثي المغيرة بن المهلب:

إن السماحة والمروءة ضمـنـا

 

قبراً بمرو على الطريق الواضح

مات المغيرة بعد طول تعـرضٍ

 

للموت بـين أسـنةٍ وصـفـائح

فإذا مررت بقبره فاعـقـر بـه

 

كوم الهجان وكل طرفٍ سابـح

وانضح جوانب قبره بـدمـائهـا

 

فلقـد يكـون أخـا دمٍ وذبـائح

وهي من أحسن المراثي. توفي زياد في حدود المائة.