باب السين - سعيد بن المبارك

سعيد بن المبارك

ابن علي بن عبد الله بن سعيد بن محمد بن نصر ابن عاصم بن عباد بن عاصمٍ، وينتهي نسبه إلى كعب ابن عمروٍ الأنصاري أبو محمدٍ المعروف بابن الدهان النحوي، كان من أعيان النحاة وأفاضل اللغويين، أخذ عن الرماني اللغة والعربية، وسمع الحديث من أبي غالبٍ أحمد بن البناء، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهما، وأخذ عنه الخطيب التبريزي وجماعته، ولد سنة أربعٍ وتسعين وأربعمائةٍ، بنهر طابقٍ، وتوفي بالموصل ليلة عيد الفطر سنة تسعٍ وستين وخمسمائةٍ، وله تصانيف منها: تفسير القرآن أربع مجلداتٍ، وشرح الإيضاح لأبي علي الفارسي في أربعين مجلدةً، وشرح اللمع في العربية لابن جني سماه الغرة، وكتاب الأضداد وإزالة المراء في الغين والراء، وكتاب الدروس في النحو، وكتاب الدروس في العروض، وكتاب الرياضة، وكتاب الضاد والظاء وسماه الغنية، وكتاب المعقود في المقصور والممدود، وتفسير الفاتحة، وتفسير سورة الإخلاص، والفصول في النحو، والمختصر في القوافي، وشرح بيتٍ من شعر الملك الصالح بن رزيك في عشرين كراسةٍ، والنكت والإشارات على ألسنة الحيوانات، وديوان شعرٍ، وديوان رسائل.

وكان مع سعة علمه سقيم الحظ كبير الغلط، وهذا عجيب منه، وخرج من بغداد إلى دمشق فاجتازعلى الموصل وبها وزيرها الجواد المشهور فارتبطه وصدره وغرقت كتبه في بغداد وهو غائب فحملت إليه فبخرها باللادن ليقطع الرائحة الرديئة عنها إلى أن بخرها بنحو ثلاثين رطلاً، فطلع ذلك إلى رأسه وعينه فأحدث له العمى. ومن شعره:

لا تحسبن أن بالكت

 

ب مثلنا ستصـير

فللـدجـاجة ريش

 

لكنها لا تـطـير

وقال:

وأخٍ رخصت عليه حتى ملني

 

والشيء مملول إذا ما يرخص

ما في زمانك من يعز وجوده

 

إن رمته إلا صديق مخلـص