باب الصاد - صفوان بن إدريس

صفوان بن إدريس

ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى النجيبي أبو بحرٍ، كان أديباً كاتباً شاعراً سريع الخاطر، أخذ عن أبيه والقاضي ابن إدريس وابن غليون وأبي الوليد، وهو أحد أفاضل الأدباء المعاصرين بالأندلس. وله سنة ستين وخمسمائةٍ، وتوفي بمرسية سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائةٍ ولم يبلغ الأربعين وله تصانيف منها: كتاب زاد المسافر وراحلته، وكتاب العجالة مجلدان يتضمنان طرفاً من نثره ونظمه، وديوان شعرٍ، ومن شعره:

قد كان لي قلباً فلما فـارقـوا

 

سوى جناحاً للغرام وطـارا

وجرت سحاب للدموع فأوقدت

 

بين الجوانـح لـوعةً وأوارا

ومن العجائب أن فيض مدامعي

 

ماء يمر وفي ضلوعي نـارا

وقال في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

تحية اللـه وطـيب الـسـلام

 

على رسول الله خـير الأنـام

على الذي فتح بـاب الـهـدى

 

وقال للناس ادخلوها بـسـلام

بدر الهدى سحب الندى والجـدا

 

وما عسى أن يتنامى الـكـلام

تحـية تـهـزأ أنـفـاسـهـا

 

بالمسك لا أرضى بمسك الختام

تخصه منـى ولا تـنـثـنـي

 

عن آله الصيد السراة الكـرام

وقدرهم أرفـع لـكـنـنـي

 

لم ألف أعلى لفظةً من كـرام

وقال:

أحمي الهوى قلبه وأوقد

 

فهو على أن يموت أوقد

وقال عنه العذول سـالٍ

 

قلده الله مـا تـقـلـد

وباللوى شـادن عـلـيه

 

جيد غزال ووجه فرقد

أسكره ريقه بـخـمـرٍ

 

حتى انثني قده وعربـد

لا تعجبوا لانهزام صبري

 

فجيش أجفانـه مـؤيد

أنا له كالذي تـمـنـى

 

عبد نعم عـبـده وأزيد

له على امتـثـال أمـرٍ

 

ولي عليه الجفاء والصد

إن سلمت عينه لقتـلـي

 

صلى فؤادي على محمد

وقال:

يا قمراً مطلعه أضـلـعـي

 

له سواد القلب فيها غسـق

وربما استوقد نار الـهـوى

 

فناب فيها لونها عن شفـق

ملكتني بدولةٍ مـن صـبـاً

 

وصدتني بشركٍ من حـدق

عندي من حبك ما لو سـرت

 

في البحر منه شعلة لاحترق

وقال:

يقولون لي لما ركبت بطالتـي

 

ركوب فتى جم الغواية معتدي

أعندك ما ترجو الخلاص به غداً

 

فقلت نعم عندي شفاعة أحمد؟