أبو فراس السلمي الدمشقي المعروف بالبديع. كان نحوياً كاتباً أديباً بارعاً في النظم والنثر. ومن شعره:
قيل لي لم جلست في آخر القو |
|
م وأنت البديع رب القوافـي؟ |
قلت آثـرتـه لأن الـمـنـادي |
|
ل يرى طرزها على الأطراف |
وقال:
يا صاح آنسني دهري وأوحشنـي |
|
منهم وأضحكني دهري وأبكانـي |
قد قلت: أرض بأرضٍ بعد فرقتهم |
|
فلا تقل لي: جبران بـجـبـرانٍ |
وقال:
يا نسيماً هب مسكاً عـبـقـاً |
|
هذه أنـفـاس ريا جـلـقـا |
كف عني والهوى ما زادنـي |
|
برد أنفـاسـك إلا حـرفـا |
ليت شعري نقضوا أحبابـنـا |
|
يا حبيب النفس ذاك الموئقـا |
يا رياح الشوق سوقي نحوهـم |
|
عارضاً من سحب دمعي غدقا |
وانثري عقد دموع طـالـمـا |
|
كان منظوماً بـأيام الـلـقـا |
وقال:
هكذا في حبكم أستـوجـب؟ |
|
كبداً حرى وقلـبـاً يجـب |
وجزا من سهرت أجفـانـه |
|
حجة تمضي وأخرى تعقب؟ |
زفرات في الحشا محـرقة |
|
وجفون دمعها ينـسـكـب |
قاتل الله عـذولـي مـادرى |
|
أن في الأعين أسداً تـثـب |
لا أرى لي عن حبيبي سلـوةً |
|
فدعوني وغرامي واذهبـوا |
وقال:
لئن كنت عني في العيان مغـيبـاً |
|
فما أنت عن سمعي وقلبي بغائب |
إذا اشتاقت العينان منك بنـظـرةٍ |
|
تمثلت لي في القلب من كل جانب |
مات البديع الدمشقي سنة أربع وعشرين وخمسمائةٍ.