باب الظاء - ظافر بن القاسم

ظافر بن القاسم

ابن منصور بن عبد الله بن خلفٍ الجذامي الإسكندري المعروف بالحداد الشاعر الأديب، روى عنه الحافظ السلفي وطائفة من الأعيان، وتوفي بمصر في المحرم سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة ومن شعره:

حكم العيون على القلوب يجوز

 

ودواؤها من دائهـن عـزيز

كم نظرةٍ نالت بطرفٍ ذابـلٍ

 

ما لا ينال الذابل المـهـزوز

فحذار من تلك اللواحظ غيرةً

 

فالسحر بين جفونها مكنـوز

وكتب إلى أبي الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي بعد أن توجه من مصر إلى المهدية يتشوق إليه:

ألا هل لدائي من فراقك إفـراق

 

هم السم لكن لي لـقـاؤك درياق

فيا شمس فضلٍ غربت ولضوئهـا

 

على كل قطرٍ بالمشارق إشراق

سقى العهد منك عمـر عـهـده

 

بقلبي عهداً لا يضـيع ومـيثـاق

يجدده ذكر يطيب كـمـا شـدت

 

وريقاء كنتهـا مـن الأيك أوراق

لك الخلق الجذل الرفيع طـرازه

 

وأكثر أخلاق الخلـيقة أخـلاق

لقد ضاءلتني يا أبا الصلت مذ نأت

 

ديارك عن داري هموم وأشـواق

إذا عزني إطفاؤها بمـدامـعـي

 

جرت ولها ما بين جفني إحـراق

سحائب يحـدوهـا زفـير جـره

 

خلال التراقي والترائب تشهـاق

وقد كان لي كنز من الصبر واسع

 

ولي منه في صعب النوائب إنفاق

وسيف إذا جردت بعض غـراره

 

لجيش خطوبٍ صدها منه إرهاق

إلى أن أبان الـبـين أن غـراره

 

غرور وأن الكنز فقر وإمـلاق

أخي سيدي مولاي دعوة من صفا

 

وليس له من رق ودك إعـنـاق

لئن بعدت ما بيننا شـقة الـنـوى

 

ومطرد طامي الغوارب خفـاق

وبيد إذا كلفتها العيس قـصـرت

 

طلائح أنضاها زميل وإعـنـاق

فعندي لك الود الملازم مثـل مـا

 

يلازم أعناق الحـمـائم أطـواق

وهي طويلة نحو ثلاثين بيتاً، ومن لطائفه وغرر قصائده أيضاً قوله:

لو كان بالصبر الجمـيل مـلاذه

 

ماسـح وابـل دمـعـه ورذاذه

ما زال جيش الحب يغزو قلـبـه

 

حتى وهى وتقطـعـت أفـلاذه

لم بق فيه مع الـغـرام بـقـية

 

إلا رسـيس يحـتـويه جـذاذه

من كان يرغب في السلامة فليكن

 

أبداً من الحدق المراض عـياذه

لا تخدعنك بالـفـتـور فـإنـه

 

نظر يضر بقلبـك اسـتـلـذاذه

يأيها الرشأ الذي مـن طـرفـه

 

سهم إلى حب القلـوب نـفـاذه

در يلوح بفيك مـن نـظـامـه

 

خمر به قد جال، من نـبـاذه؟؟

وقناة ذاك القد، كيف تـقـومـت

 

وسنان ذاك اللحظ، ما فـولاذه؟

هاروت يعجز عن مواقع سحره

 

وهو الإمام فمن ترى أسـتـاذه؟

تالله ما علقت محاسـنـك امـرأ

 

إلا وعز على الورى استنـفـاذه

أغريت حبك بالقلوب فأذعـنـت

 

طوعاً وقد أودى به استـحـواذه

وهي نحو عشرين بيتاً كلها غرر، ومن مقطعاته قوله في الأقحوان:

أنظر فقد أبدى الأقاحي مبسمـاً

 

يفتر ضحكاً فوق قـدٍ أمـلـد

كفصوص درٍ لطفت أجـرامـه

 

وتنظمت من حول شمسة عسجد

 وقال في كرسي النسخ و يكتب عليه.

أنظر بعينك في بديع صنـائعـي

 

وعجيب تراكيبي وحكمة صانعي

فكأني كفا مـحـبٍ شـبـكـت

 

يوم الفراق أصابعاً بأصابـعـي