باب العين - عثمان بن علي بن عمر الخزرجي الصقلي

عثمان بن علي بن عمر الخزرجي الصقلي

أبو عمروٍ النحوي، روى عنه الحافظ، أبو طاهر أحمد ابن محمد بن أحمد السلفي، وأبو محمد بن بريٍ النحوي، وأبو البقى صالح بن عادىٍ العذري الأنماطي المصري نزيل فقط وقال: أنشدني أبو عمروٍ عثمان بن علي الصقلي لنفسه:

هين علها أن ترى الصبا

 

يتجرع الأوصاب والكربا

من لم يصد بتكلفٍ قنصاً

 

وتعمدٍ للصيد لم يعـبـا

لا تعتني يا هذه بفـتـىً

 

أخذت جفونك قلبه غصبا

أو ما علمت بأنه رجـل

 

لما دعاه هواكم لـبـا؟

وقال في مختصر العمدة وقد ذكر قول الشماخ:

إذا بلغتني وحملت رحلى

وما ناقضه به أبو نواسٍ من قوله:

أقول لناقتي إذ بلغـتـنـي

 

لقد أصبحت مني باليمـين

فلم أجعلك للغربان نحـلاً

 

ولا قلت أشرقي بدم الوتين

وذكر غير ذلك من هذا الباب ثم قال: ولي قصيدة أولها:

رحلت فعلمت الفـؤاد رحـيلا

 

وبكت فصيرت الأسيل مسيلا

وحدا بها حادٍ حدا بي للـنـوى

 

لكن منـا قـاتـلاً وقـتـيلا

وإذا الحبيب أراد قتل محـبـه

 

جعل الفراق إلى الممات سبيلا

أذكر فيها خطابي الناقة، واحترست مما يؤخذ على الشماخ بأخذٍ من مذهب أبي نواسٍ:

وإذا بلغت المرتضى فتسيبى

 

إذ ليس يحوجني أسوم رحيلا

والمرتضى يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، وله كتاب مختصر في القوافي، رواه عنه السلفي في سنة سبع عشرة وخمسمائةٍ، وله كتاب مخارج الحروف مختصر أيضاً، وكتاب مختصر العمدة لابن رشيقٍ، وكتاب شرح الإيضاح. وقال عثمان الصقلي في مختصره للعمدة وقد ذكر السرقات فقال لي من قصيدةٍ أولها: نقلتها من خطه، وقد أعلم عليه، وهي علامة لنفسه:

دمع رأى برق الحمى فـتـحـدرا

 

وجوى ذكرت له الحمى فتسعـرا

لو لم يكن هجر لما عذب الـهـوى

 

أنا أشتهي من هاجري أن يهجـرا

بيني وبين الحب نسبة عـنـصـر

 

فمتى وصلت وصلت ذاك العنصرا

قال: ثم وجدت للموصلي:

إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضاً

 

فأين حلاوات الرسائل والكـتـب

قال: والله در القائل:

بنى الحب على الجوز فلـو

 

أنصف المحبوب فيه لمسج

ليس يستحسن في دين الهوى

 

عاشق يحسن تلفيق الحجج

ومما ذكره الصقلي لنفسسه في هذا الكتاب أيضاً وقد ذكر المواردة قال: وهو ما ادعى في شعر امرئ القيس وطرفة من كونهما لم يفرق بين بيتيهما إلا بالقافية قال امرؤ القيس تجمل، وقال طرفة تجلد. قال الصقلي: وأعجب من ذلك أني صنعت قصيدةً أولها:

يهون عليها أن أبيت مـتـيمـا

 

وأصبح مخزوناً وأضحى مغرما

ومنها:

صلى مدنفاً أو واعديه وأخلفـي

 

فقد يترجى الآل من شفه الظما

ضمان على عينيك قتلي وإنـمـا

 

ضمان على عيني أن تبكيا دمـا

ليفدك ما أسأرت مني فـإنـهـا

 

حشاشة صب أزمعت أن تصرما

قال: ثم قرأت بعد ديوان البحتري فوجدت معظم هذه الألفاظ مبددةً فيه قال: فإذا كانت أكثر المعاني يشترك فيها الناس حتى قطع ابن قتيبة أن قوله تعالى: (يريد أن ينقض)، لا يعبر عنه إلا بهذه العبارة ونحوها فغير مستنكرٍ أن يشتركوا وتتفق ألفاظهم في العبارة عنها، ولكن أبى المولدون إلا أنها سرقة. قلت: لو قال في موضع أضحى من البيت الأول أمسى كان أجود ليقابل به أصبح ولو قال في البيت الثاني وقد يشتفي بالآل من شفه الظما كان أحسن في الصنعة وأجود.