باب العين - عثمان بن عيسى البلطي

عثمان بن عيسى البلطي

بن منصور، ابن محمد البلطي أبو الفتح النحوي هكذا ينسبونه، وهو من بلط التي تقارب الموصل، ذكره العماد في كتاب الخريدة فقال: انتقل إلى الشام وأقام بدمشق برهةً تردد إلى الزبداني للتعليم، فلما فتحت مصر انتقل إليها فحظي بها، ورتب له صلاح الدين يوسف بن أيوب على جامع مصر جارياً يقرئ به النحو والقرآن حتى مات بها لعشرٍ بقين من صفرٍ سنة تسعٍ وتسعين وخمسمائةٍ، وهي آخر سني الغلا الشديد بمصر، لأن أولها كان في أواخر سنة ستٍ وأشدها في سنة سبعٍ وأخفها سنة تسعٍ، وبقي البلطي في بيته ميتاً ثلاثة أيام لا يعلم به أحد لاشتغالهم بأنفسهم عنه وعن غيره، وكان يحب الانفراد والوحدة، ولم يكن له من يخبر بوفاته، وكان قد أخذ النحو عن أبي نزارٍ وأبي محمد سعيد بن المبارك بن الدهان.

وقال المؤلف: لم يذكر العماد وفاته، وإنما أخبرني بوفاته وما بعده الشريف أبو جعفرٍ محمد بن عبد العزيز بن أبي القاسم بن عمر بن سليمان بن الحسن ابن ادريس بن يحيى العالي بن علي المعتلي - وهو الخارج بالمغرب، والمستولي على بلاد الأندلس - ابن حمود بن سيمون بن أحمد بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله ابن الحسن بن علي بن أبي طالبٍ عليه السلام.

وأخبرني الشريف المذكور وكان من تلامذته قال: كان البلطي رجلاً طوالاً جسيماً طويل اللحية واسع الجبهة أحمر اللون، يعتم بعمةٍ كبيرةٍ جداً ويتطلس بطيلسان لا على زي المصريين، بل يلقيه على عمامته ويرسله من غير أن يديره على رقبته، وكان يلبس في الصيف المبطنة والثياب الكثيرة، حتى يرى كأنه عدل عظيم، وكان إذا دخل فصل الشتاء اختفى حتى لا يكاد يظهر، وكان يقال له: أنت في الشتاء من حشرات الأرض، وكان إذا دخل الحمام يدخل إلى داخله وعلى رأسه مزدوجة مبطنة بقطنٍ، فإذا حصل عند الحوض الذي فيه الماء الحار كشف رأسه بيده الواحدة وصب على رأسه الماء الحار الشديد الحرارة بيده الأخرى، ثم يغطيه إلى أن يملأ السطل ثم يكشفه ويصب عليه ثم يغطيه يفعل ذلك مراراً، فإذا قيل له في ذلك قال: أخاف من الهواء. قال الإدريسي: هذه كانت حاله في هيئته وسمته، فأما علمه: فكان عالماً إماماً نحوياً لغوياً أخبارياً مؤرخاً شاعراً عروضياً، قلما سئل عن شئ من العلوم الأدبية إلا وأحسن القيام بها، وكان يخلط المذهبين في النحو، وحسن القيام بأصولهما وفروعهما، وكان مع ذلك خليعاً ماجناً شريباً للخمر منهمكاً في اللذات.

قال الشريف الإدريسي: فحدثني الفقيه ابن أبي المالك قال: خرجت إلى بعض المتنزهات بضواحي مصر، فلقيت البلطي مع جماعة من أهل الخلاعة، ومطرب يغنيهم ببعض الملاهي، وهو ثمل يتمايل سكراً، فتقدمت إليه وكانت بيني وبينه مباسطة، تقضي ذلك، فقلت له: يا شيخ، أما آن لك أن ترعوى، وتقلع عن هذه الرذائل مع تقدمك في العلم وفضلك، فنظر إلى شزراً ولم يكترث بقولي، وأنشدني بعد ما نثر يده من يدي شعر أبي نواسٍ:

كفيت الصبي من لا يهش إلى الصبي

 

وجمعت منه ما أضـاع مـضـيع

لعمرك ما فرطت في جـنـب لـذةٍ

 

ولا قلت للخمـار كـيف تـبـيع؟

وحدثني الإدريسي. قال: ومن نوادره ما أخبرني به صاحبنا الفقيه أبو الجود ندى بن عبد الغني الحنفي الأنصاري قال: حضر يوماً عند البلطي بعض المطربين المحسنين فغناه صوتاً أطربه به، فبكى البلطي فبكى المطرب، فقال له البلطي: أما أنا فأبكى من استفزاز الطرب، وأنت ما أبكاك؟ فقال له: تذكرت والدي فإن كان إذا سمع هذا الصوت بكى؟ فقال له البلطي: فأنت والله إذا ابن أخي، وخرج فاشهد على نفسه جماعةً من عدول مصر بأنه ابن أخيه ولا وارث له سواه، ولم يزل يعرف بابن أخي البلطي إلى أن فرق الدهر بينهما، وللبلطي من التصانيف: كتاب العروض الكبير في نحو ثلاثمائة ورقةٍ، كتاب العروض الصغير، كتاب العظات الموقظات، كتاب النير في العربية، كتاب أخبار المتنبيء، كتاب المستزاد على المستجاد من فعلات الأجواد، كتاب علم أشكال الخط، كتاب التصحيف والتحريف، كتاب تعليل المبادات. قال العماد في كتاب الخريدة: وللبلطي موشحة عملها في القاضي الفاضل بديعة مليحة، سلك فيها طريق المغاربة وحافظ فيها على أحرف الغين والضاد والذال والظاء، وصرع التوشيح وهى:

ويلاه مـــن رواغ

 

بجـوره يقـضـي

ظبـي بـنـي يزداد

 

منه الجفا حـظـي

قد زاد وسـواسـي

 

مذ زاد في الـتـيه

لم يلق في الـنـاس

 

ما أنــا لاقـــيه

من قـيم قـاسـي؟

 

بالهـجـر يغـريه

أروم إينـاســـي

 

به ويثـــنـــيه

إذا وصـال ســاغ

 

بقـربـه يرضـى

أبـعـده الأسـتـاذ

 

لا حيط بالـحـفـظ

وكـل ذا الـوجــد

 

بطـول إبـراقــه

مضـرج الـخــد

 

من دم عـشـاقـه

مصـارع الأســد

 

فى لحظ أحـداقـه

لو كــــان ذا ودٍ

 

رق لـعـشـاقـه

شيطـانـه الـنـاغ

 

علمـه بـغـضـي

واستحوذ استـحـواذ

 

بقـلـبـه الـقـظ

دع ذكـره واذكــر

 

خلاصة الـمـجـد

الفاضـل الأشـهـر

 

بالعلـم والـزهـد

والطاهر المـنـرر

 

والصادق الـوعـد

وكيثـف لا أشـكـر

 

مولى لـه عـنـدي

نعمى لهـا إسـبـاغ

 

صائنةً عـرضـي

من كف كاسٍ غـاذ

 

والدهـر ذو عـظ

منة مـسـتـبـقـى

 

ضاق بـه ذرعـي

قد أفحمت نطـقـى

 

واستنفدت وسـعـى

ومـلـكـت رقـى

 

مكمل الـصـنـع

دافع عـن رزقـي

 

في موطن الـدفـع

لما سـعـى إيتـاغ

 

دهري في دحضـي

أنـقـذنـي إنـقـاذ

 

من همه حفـظـي

ذو المنطق الصـائب

 

في حومة الفصـل

ذكـاؤه الـتـاقـب

 

يجل عـن مـثـل

فهو الفتى الغـالـب

 

كان ذوي الـنـبـل

من عمرو والصاحب

 

ومن أبو الفضـل؟

لا يستـوي الأفـراغ

 

بواحـــد الأرض

أين مــــن الأزاذ

 

نفـاية الـمـــظ

يا أيهـا الـصــدر

 

فت الورى وصفـا

قد مسنـي الـضـر

 

والحال ما تخـفـى

وعـبـدك الـدهـر

 

يسومني الخسـفـا

ولـيس لـي عـذر

 

ما دمت لي كهـفـا

من صرف دهر طاغ

 

أني له أغـضـى؟

من بك أمسـى عـاذ

 

لم يخشى من بهـظ

قد كنت ذا إنـفـاق

 

أيام مـيســـوري

فعيل لـمـا ضـاق

 

رزقـي تـدبـيري

والعسر بـي حـاق

 

عقـيب تـبـذيري

يا قـاسـم الأرزاق

 

فارث لتـقـتـيري

لا زلت كهف البـاغ

 

ودمت في حـفـظ

أمـرك لـلإنـفـاذ

 

والسعـد فـي لـظ

ومن جيد شعر البلطي:

دعوه على ضعفي يجور ويشنـط

 

فما بيدي حـل لـذاك ولا ربـط

ولا تعتبـوه فـالـعـتـاب يزيده

 

ملالاً وأنى لي اصطبار إذا يسطو

فما الوعظ فيه والعتاب بـنـافـعٍ

 

وإن يشرط الإنسان لا ينفع الشرط

 

ولما تولى معرضـاً بـجـنـابة

 

وبان لنا منه الإساءة والسـخـط

بكيت دماً لو كان ينفعني البـكـا

 

ومزقت ثوب الصبر لو نفع العط

تنازعت الآرام والدر والـمـهـا

 

لها شبهاً والغصن والبدر والسقط

فللرئم منه اللحظ واللون والظلـى

 

وللدر منه اللفظ والثغر والخـط

وللغصن منه القد والبدر وجهـه

 

وعين المها عين بها أبداً يسطـو

وللسقط منه ردفه فـإذا مـشـى

 

بدا خلقه كالموج يعلو وينـحـط

قال العماد الكاتب: وأنشدني البلطي لنفسه:

حكمته ظالماً في مهجتي فسطا

 

وكان ذلك جهلاً شبته بخـطـا

هلا تجنبته والظلـم شـيمـتـه

 

ولا أ سأم به خسفاً ولا شططـا

ومن أضل هدى ممن رأى لهباً

 

فخاض فيه وألقى نفسه وسطاً؟

ويلاه من تائه أفعاله صـلـف

 

ملون كلما أرضيته سخـطـا

أبثه ولهاً صدقـاً ويكـذبـنـي

 

وعداً وأقسط عدلاً كلما قسطـا

وله في القاضي الفاضل وكان قد أسدى إليه معروفاً من قصيدةٍ:

للـه عـبـد رحـيم

 

يدعى بعبد الرحـيم

على سراطٍ سـوي

 

من الهدى المستقيم

نسك ابن مريم عيسى

 

وهدى موسى الكليم

رأى التهجد أنـسـا

 

في جنح ليلٍ بهـيم

مسهد الطرف يتلـو

 

آي القرآن العظـيم

ومن أطبع ما قاله في طبيبٍ وكان ابن عمه:

لي ابن عمٍ حوى الجهالة لل

 

حكمة أضحى يطب في البلد

قد اقتفى مذ نشا به ملـك ال

 

موت فما إن يبقى على أحد

يجس نبض المريض منه يد

 

أسلم منها بـراثـن الأسـد

يقول لي الناس خله عضـداً

 

يا ليتني أبقى بـلا عـضـد

ومن شعره في غلامٍ أعرج:

أنا يا مشتكي الـقـزل

 

منك في قلبي الشعـل

أصبح الجسم نـاحـلاً

 

بك والقلب مشتـغـل

دلني قد عدمت صـب

 

ري وضاقت بي الحيل

آن أن تجفو الـجـفـا

 

ء وأن تملل المـلـل

وقال عثمان بن عيسى بن منصورٍ البلطي وسئل أن يعمل على وزن بيتي الحريري اللذين وصفهما فقال:

أسكتا كـل نـافـثٍ،

 

وأمنا أن يعززا بثالثٍ

وهو:

سم سمةً نـحـمـد آثـارهـا

 

واشكر لمن أعطى ولو سمسمه

فقال:

محلمة العاقل عن ذي الخنـا

 

توقظه إن كان في محلمـه

مكلمةً الخائض في جهـلـه

 

لقلب من يردعه مـكـلـمة

مهدمة العـمـر لـحـرٍ إذا

 

أصبح بين الناس ذا مهـدمة

محرمة الملحف أولـى بـه

 

إياك أن ترعى له محرمـه

مسلمة يمنعـهـا غـاصـب

 

حقا فأمسى جوره مسلـمـه

مظلمة يفعلـهـا صـامـداً

 

تلقيه يوم الحشر في مظلمه

أعلمه الحسن فيا لـيت مـن

 

أغـراه بـي أعـلـمــه

من دمه أهـدره الـحـب لا

 

غرو إذا حلت به منـدمـه

أسلمه الحب إلى هـلـكـه

 

فإن نجا منه فما أسـلـمـه

أشأمه البين وقـد أعـرقـوا

 

أفٍ لهذا البين مـا أشـأمـه

مكتمة الأحزان في أدمعـي

 

يبدو نضول الشيب من مكتمه

محرمة الدهر أفيقي فـفـي

 

ذرا جمال الدين لي محرمه

مقسمة الأرزاق في كـفـه

 

أبلج زانت وجهه مقسـمـه

وهي خمسون بيتاً هذا نموذجها، وقال على أمثال أبيات الحريري التي أولها:

آس أرملاً إذا عـرا

 

وارع إذا المرء أسا

فقال:

إسع لإبقاء سنا

 

أنسأ قباً لعسا

النساء: الشرف وقصره ضرورةً. أنسأ: أخر. القب: الضوامر البطون. واللعس: العذبات الأرياق. أي أخر عن محبة هذا الشرف هذه النسوة الموصوفات.

أسخ بمولىً عرد

 

درعاه لؤم بخسا

المولى ابن العم

أسدٍ ندى عفٍ فما

 

من يعود ندسـا

أسد: أعط، والندس: الجميل الأخلاق.

إسمح بصد ناعمٍ

 

معاندٍ صبح ما

يقول: إذا كان لك حبيب ناعم حسن وكان كثير الخلاف فلتسمح نفسك به وبالبعد عنه.

أسمر تيمك ايئس

 

إياس ميتٍ رمسا

يقول: بلغ من حالك أن تترك الأسمر إذ لو كان غير الأسمر كنت معذوراً كأنه يستقبح السمر، أي ايئس منه إياساً وعده ميتاً في رمسه وسكن تيمك ضرورةً كقوله:

شكونا إليه خراب القرى

 

فحرم علينا لحوم البقر

وله أبيات يحسن في قوافيها الرفع والنصب والخفض:

إني امرؤ لايصـطـبـي

 

ني الشادن الحسن القوام ما

رفع القوام بالحسن لأنه صفة مشبهة باسم الفاعل والتقدير الحسن قوامه، كما يقول: مررت بالرجل الحسن وجهه ونصبه على الشبه بالمفعول به، وخفضه بالإضافة:

فارقت شرة عيشتـي

 

أن فارقتني والعرام ما

رفع العرام لأنه عطف على الضمير في فارقتني، ونصبه عطفاً على شرة، وخفضه عطفاً على عيشتي:

لا أسـتـلـذ بـقـينةٍ

 

تشدو لدي ولا غلام ما

رفعة عطفاً على الضمير في تشدو، ونصبه بلاد، وخفضه عطفاً على قينةٍ

ذو الحزن لـيس يسـره

 

طيب الأغاني والمدام ما

رفعه عطفاً على طيب، ونصبه بأن نجعل الواو بمعنى مع، وخفضه عطفاً على الأغاني:

أمسى بـدمـعٍ سـافـحٍ

 

في الخد منسكبٍ سجام ما

رفع بإضمار هو، ونصبه بإضمار فعلٍ، وجره نعتاً للدمع:

ثم أرى في بثـه

 

ذلاً وملء لجام ما

ملء فمي لجام مبتدأ وخبر، ونصبه بإضمار أرى، دلت عليه أرى الأولى، وجره بالإضافة:

قدر عـلـي مـحـتـم

 

من فوق يأتي أو أمام ما

مبني علي الضم، ونصبه بجعله نكرةً ويكون ظرفاً، وجره بالإضافة:

لا يستفيق القلب مـن

 

كمد لاقى أو غرام ما

غرام خبر مبتدأ محذوف، والنصب جعله مفعولا، ليلافي، وخفضه عطفاً على كمدٍ:

كم حاسدين مـعـانـدي

 

ن عدوا على وكم لئام ما

كم تنصب وتخفض، ورفع كأنه قال: مر وعدا على لئام:

إني أرى العيش الخـمـو

 

ل، وصحبة الأشرار ذام ما

صحبة الأشرار ذام مبتدأ وخبر، ويجوز نصبها عطفاً على ما تقدم:

في غفلةٍ أيقاظـهـم

 

عن سؤددٍ بله النيام ما

بله لفظة معناها دع، ويكون بمعنى كيف، ويرتفع ما بعدها ويكون كالمصدر فيخفض بها، والنصب لأنها بمعنى دع:

رب امرئ عاينـتـه

 

لهجاً بسبي مستهام ما

مستهام منصور بعاينته، ورفعه على موضع رب، لأن رب وما يدخل عليه في موضع رفعٍ، وخفضه تبعاً لامرئ:

عين العدو غدوت مض

 

سطراً بصحبته أسام ما

أسامي: أفاعل من المساماة، وأسام: أتكلف من قوله: سمته الخسف، وأسام أفاعل من المساماة أيضاً

مالي وللحمـق الأتـي

 

م الجاهل الفدم ألعبان ما

رفعه بإضمار مبدأ، ونصبه بإضمار أعنى:

إن الممـوه عـنـد قـد

 

م الناس يعلو والطغاة ما

رفعه عطفاً على موضع إن، ونصبه عطفاً على المملوء، وخفضه عطفاً على قدم:

وأعيش فيهم إذ بـلـو

 

تهم وقد جهلوا الأنام ما

الرفع على البدل من الواو في جهلوا، ويكون فاعلاً في لغة من قال أكلوني البراغيث، ونصبه على البدل من الضمير في بلوتهم، وجره بدلاً من الهاء في فيهم:

حتى متى شكوى أخي الل

 

يث الكثيب المستضام ما

رفعه بتقدير أن يشكو المستضام لأن شكوى مصدر وأخي البث في موضع رفع المستضام، ورفع أخي البث على الموضع، ونصبه على أن يكون مشكواً، وخفضه نعتاً للكئيب:

ما من جوىً إلا تـض

 

منه فؤادي أو سقام ما

رفعه عطفاً على موضع من جوى، وجره على لفظة جوى، ونصبه عطفاً على الضمير في تضمنه:

ليس الـحـياة شـهــيةً

 

لي في الشقاء ولا مرام ما

رفعه بلا، ونصبه بلا أيضاً، وجره بالعطف على شهيةً بتقدير الباء، كأنه قال بشهيةٍ كما أنشد سيبويه:

مشائم ليسوا مصلحين عشيرةً

 

ولا ناعبٍ إلا ببينٍ غرابهـا

وكرهت في الدنيا الـبـقـا

 

ء، وقد تنكد والمقـام مـا

رفع على الضمير في تنكد، ونصه عطفاً على البقاء، وجره بالقسم:

ما في الورى من مكرم

 

لذوي العلوم ولا كرام ما

جره على لفظ مكرمٍ:

إنـي وددت وقـد ســئم

 

ت العيش لو يدنو حمام ما

رفعه بالفاعل، ونصبه بوددت، وجره بالإضافة. وقال أيضاً أبياتاً حصر فيها قوافيها ومنه أن يزاد فيها:

بأبي من تهتكي فـيه صـون

 

رب وافٍ لغادرٍ فـيه خـون

بين ذل المحب في طاعة الحب

 

ب وعز الحبيب يا قوم بـون

أين مضنىً يحكى البهارة لونـاً

 

من غريرٍ له من الورد لون؟

لي حبيب ساجي اللواحظ أحوى

 

مترف زانه جمـال وصـون

يلبس الوشي والقباطي جـون

 

فوق جونٍ ولون حالي جـون

إن رماني دهري فإن جمال ال

 

دين ركني وجوده لي عـون

عنده للمسيء صفـح ولـلأس

 

رار مستودع وللمـال هـون

زانـه نـائل وحـلـم وعـدل

 

ووفـاء جـم ورفــق وأون

أنا في ربعه الخصيب مـقـيم

 

لي من جوده لبـاس وصـون

لا أزال الإله عنـه نـعـيمـاً

 

وسروراً ما دام للخـق كـون