باب العين - علان الوراق الشعوبي

علان الوراق الشعوبي

أخلي موضع اسم أبيه، ذكره محمد بن إسحاق فقال: أصله من الفرس وكان علامة بالأنساب والمثالب والمنافرات، منقطعاً إلى البرامكة، وينسخ في بيت الحكمة للرشيد والمأمون والبرامكة مات. قال: وعمل كتاب الميدان في المثالب الذي هتك فيه العرب وأظهر مثالبها، وكان قد عمل كتاباً لم يتمه سماه الحلية انقرض أثره، قال: كذا قال ابن شاهين الأخباري، وله من الكتب: كتاب الميدان في المثالب يحتوي على جميع مثالب العرب ابتدأ ببني هاشم قبيلة بعد قبيلة على الترتيب إلى آخر قبائل اليمن على ترتيب كتاب ابن الكلبي، وله أيضاً كتاب فضائل كنانة كتاب النمر بن قاسطٍ، كتاب نسب تغلب بن وائل، كتاب فضائل ربيعة، كتاب المنافرة، وذكر محمد بن أبي الأزهر: كان في جوارنا بباب الشام فتىً يعرف بالفيرزان وكان يورق في دكان علان الشعوبي وأورد خبراً دل به على أن علاناً كان وراقاً له دكان يبيع فيه الكتب وينسخ، وحدث أبو عبد الله محمد بن عبدوسٍ الجهشياري في كتاب الوزراء والكتاب من تصنيفه قال: كان بعض أصحاب أحمد بن أبي خالد الأحول قد وصف له علاناً الشعوبي الوراق فأمر بإحضاره وبأن يستكتب له، فأقام في داره فدخلها أحمد بن أبي خالد يوماً فقام إليه جميع من فيها غير علان الوراق فإنه لم يقم له؟ فقال أحمد: ما أسوأ أدب هذا الوراق فإنه لم يقم له. فقال أحمد: ما أسوأ أدب هذا الوراق وسمعه علان فقال: كيف أنسب أنا إلى سوء الأدب ومني تتعلم الآداب وأنا معدنها، ولماذا أردت مني القيام لك، ولم آتك مستميحاً لك، ولا راغباً إليك، ولا طالباً منك وإنما رغبت إلي في أن آتيك فأكتب عندك فجئتك لحاجتي إلى ما آخذه من الأجرة، وقد كنت بغير هذا منك أولى، ثم حلف أيماناً مؤكدةً ألا يكتب عد يومه حرفاً في منزل أحدٍ من خلق الله تعالى، وجدت في بعض الكتب قال علان - وكان قبيحاً -: مررت بمخنث يغزل على حائط فقال لي: من أين؟ قلت: من البصرة قال لا إله إلا الله، تيغر كل شئ حتى هذا، كانت القرود تجلب من كمة واليمن والآن تجئ من العراق. قال المؤلف: هكذا وجدت هذا الخبر قال فيه علان ولم يقل الشعوبي. قال: فإن كان هو فهو المراد، وإن كان غيره فقد مرت بك حكاية ممتعة فاله بها، وإن تحقق عندك أن هو هو فأصلحه مأجوراً مثباً. وذكره المرزباني في المعجم فقال: علان الوراق المعروف بعلانٍ الشعوبي وكان شعوبياً، وله في المثالب كتاب سوء وهو مأموني لما قال عبد الله بن طاهر قصيدته التي أولها:

مدمن الإغضاء موصول

 

ومديم العتب ممـلـول

وفخر فيها بقتل أبيه طاهرٍ محمداً الأمين، فأجابه محمد بن يزيد الحصني بقصيدته التي أولها:

لا يرعك القال والقيل

 

كل ما بلغت تحميل

ورد عليه فيها وهجاء هجاءً قبيحاً. قال علان الشعوبي قصيدةً رد فيها على المسلمي وهجاه ومدح عبد الله بن طاهر وفضل العجم على العرب يقول فيها:

أيها اللاطي بحـفـرتـه

 

في قرار الأرض مجعول

قد تجاللت عـلـى دخـلٍ

 

واستخفتك الـتـهـاويل

وأبو الـعـبـاس غـادية

 

لعـزالـيه الأهـالــيل

تمطر العقـيان راحـتـه

 

وله بالجـود تـهـطـيل

رستمي في ذري شـرفٍ

 

زانـه تـاج وإكـلــيل

وعلـيه مـن جـلالـتـه

 

كرم عـد وتـبـجــيل

وله لي فخراً مـبـاءتـه

 

في قرار النجم مأهـول

ورجالاً شربـهـم غـدق

 

هم لما حازوا مـبـاذيل

كسـرويات أبـوتـنــا

 

غرر زهـر مـقـاويل