باب العين - علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر

علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحرٍ

القطان القزويني أبو الحسن، أديب فاضل ومحث حافظ، لقى المبرد وثعلباً وابن أبي الدنيا. وهو شيخ أي الحسين أحمد بن فارس القزويني وكتبه محشوة بالرواية عنه، وكان يصفه بالدراية. وذكره أبو يعلى الخليل بن أحمد الخليلي في كتاب الإرشاد في طبقات البلاد فقال: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر الفقيه. عالم بجميع العلوم والتفسير والنحو واللغة والفقه القديم، لم يكن له نظير ديناً وديانةً وعبادةً، سمع أبا حاتم الرازي، ارتحل إليه ثلاث سنين، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، والقاسم بن محمد الدلال، وذكر جماعةً ثم قال: وخلقاً من القزوينيين والرازيين والبغداديين والكوفة ومكة وصنعاء اليمن وهمذان وحلوان ونهاوند.

سمع منه من القدماء أبو الحسين النحوي، والزبير بن عبد الواحد الحافظ، ثم عمر حتى أدركه الأحداث، ولد سنة أربعٍ وخمسين ومائتين، ومات سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائةٍ. سمعت جماعةً من شيوخ قزوين يقولون: لم ير ألو الحسين مثله في القضاء والزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تعد، وكان له بنون ثلاثة: محمد أبو إبراهيم، والحسن والحسين، سمعوا أبا علي الطوسي والقدماء، وماتوا ولم يبلغوا الرواية، ولأبي إبراهيم ابنان سمعا جدهما ولم يسمع منهما، وبقي له أسباط ليسوا من أهل العلم، وأما الحسن والحسين فقد انقطع نسلهما، وقرأت في أمالي أين فارسٍ: قال: سمعت أبا الحسن القطان بعد ما علت سنه وضعف يقول: كنت حين خرجت إلى الرحلة أحفظ مائة ألف حديثٍ، وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديثٍ. قال: وسمعته يقول: أصبت ببصري وأظن أني عوفيت بكثرة بكاء أمي أيام فراقي لها في طلب الحديث والعلم.

قال ابن فارس: حدثني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان رحمه الله بقزوين في مسجدهم يوم الأحد منتصف رجب سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائةٍ. وذكر تمام الإسناد.