باب العين - علي بن أحمد بن سلك الفالي

علي بن أحمد بن سلكٍ الفالي

بالفاء، وليس بأبي علي القالي بالقاف، ذلك آخر اسمه إسماعيل له ترجمة في بابه، وكنية هذا أبو الحسن يعرف بالمؤدب من أهل بلدة قالة موضع قريب من أيدج، انتقل إلى البصرة فأقام بها مدةً وسمع بها من عمر ابن عبد الواحد الهاشمي وغيره، وقدم بغداد فاستوطنها، وكان ثقةً له معرفة بالأدب والشعر، ومات فيما ذكره الخطيب في ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة ودفن بمقبرةٍ جامع المنصور، وكان يقول الشعر ومنه:

تصدر للتدريس كل مـهـوسٍ

 

بليدٍ يسمى بالفقيه الـمـدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثـلـوا

 

ببيتٍ قديمٍ شاع في كل مجلسٍ

لقد هزلت حتى بدا من هزالها

 

كلاهما وحتى سامها كل مفلس

وكتب عنه الخطيب، قال أبو زكرياء يحيى بن علي الخطيب التبريزي أنشدنا أبو الحسن الفالي لنفسه:

لما تبدلت المنـازل أوجـهـاً

 

غير الذين عهدت من علمائها

ورأيتها محفوفةً بسوى الألـى

 

كانوا ولاة صدورها وفنائهـا

أنشدت بيتاً سائراً مـتـقـدمـاً

 

والعين قد شرقت بجاري مائها

أما الخيام فإنها كـخـيامـهـم

 

وأرى نساء الحي غير نسائها

وحدث أبو زكرياء التبريزي قال: رأيت نسخة لكتاب الجمهرة لابن دريدٍ باعها أبو الحسن الفالي بخمسة دنانير من القاضي أبي بكر بن بديلٍ التبريزي وحملها إلى تبريز، فنسخت أنا منها نسخةً فوجدت في بعض المجلدات رقعةً بخط الفالي فيها:

أنست بها عشرين حولاً وبعتها

 

فقد طال شوقي بعدها وحنيني

وما كان ظني أنني سأبيعـهـا

 

ولو خلدتني في السجون ديوني

ولكن لضعفٍ وافتفارٍ وصبـيةٍ

 

صغار عليهم تستهل شئونـي

فقلت ولم أملك سوابق عبـرةٍ

 

مقالة مشوي الفـؤاد حـزين

وقد تخرج الحاجات يا أم مالك

 

كرائم من دربس بهن صنـين

فأريت القاضي أبا بكر الرقعة والأبيات فتوجع وقال: لو رأيتها قبل هذا لرددتها عليه، وكان الفالي قد مات.

قال المؤلف: والبيت الأخير من هذه الأبيات تضمين قاله أعرابي فيما ذكره الزبير بن بكارٍ عن يوسف بن عياشٍ قال: ابتاع حمزة بن عبد الله بن الزبير جملاً من أعرابي بخمسين ديناراً ثم نقده ثمنه، فجعل الأعرابي ينظر إلى الجمل ويقول:

وقد تخرج الحاجات يا أم مالكٍ

 

كرائم من ربٍ بهن ضنـين

فقال له حمزة: خذ جملك والدنانير لك، فانصرف بجمله وبالدنانير، وله أرجوزة في عدد آي القرآن أولها:

قال علي مذ أتى من قاله

 

قصيدةً واضحة المقاله

وأنشد السمعاني في المذيل بإسناد له لأبي الحسن الفالي:

فرجت صبياني ببستانـكـم

 

فأكثروا التصفيق والرقصا

فقلت يا صبيان لا تفرحـوا

 

فبسرهم في نخلهم يحصى

لو قدم الليث على نخلهـم

 

لكان من ساعته يحـصـا

لو أن لي من نخلهم بسـرةً

 

جعلتها في خاتمي فصـا

وأنشد أبو القاسم الدمشقي الحافظ بإسناد له لأبي الحسن الفالي:

رمى رمضان شملنا بالتفرق

 

فيا ليته عنا تقضي لنلتقـي

لئن سر أهل الأرض طراً قدومه

 

فإن سروري بانسلاخ الذي بقى