مقدمة الحكواتي

أبو الفضل جمال الدين ابن منظور محمد بن مكرم الأنصاري الرُّوَيفعي الإفريقي

المولود في القاهرة عام 630 هـ والمتوفي في مصر عام 711 هـ

 

أبو الفضل جمال الدين ابن منظور محمد بن مكرم الأنصاري الرُّوَيفعي الإفريقي من نسل رويفع بن ثابت الأنصاري ولد في محرم 630 هـ/1232 م في القاهرة على الأرجح وقيل في طرابلس الغرب وقيل في تونس. تتلمذ على يد عبد الرحمن بن الطفيل ومرتضى بن حاتم ويوسف المخيلي وأبو الحسن علي بن المقير البغدادي والعالم الصابوني. كان عالما في الفقه واللغة، خدم في ديوان الإنشاء بالقاهرة ثم ولي القضاء في طرابلس. وعاد إلى مصر حيث عاش بقية حياته، وتوفي بها وقد ترك بخطه نحو خمسمائة مجلد، وقد كُفَّ بصره في آخر عمره.

أشهر أعماله وأكبرها هو لسان العرب، عشرون مجلداً، جمع فيها أمهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعاً. عمل على اختصار وتلخيص عدد هائل من كتب الأدب المطولة، وقال عنه ابن حجر: «كان مغرى باختصار كتب الأدب المطوّلة»، ويقول الصفدي: «لا أعرف في الأدب وغيره كتابا مطولا إلا وقد اختصره، وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة». له شعر رقيق. عمي في آخر عمره وتوفي في مصر عام 711 هـ/1311 م.

وصفه ابن حجر بقوله: كان مُغرمًا باختصار كتب الأدب المطولة، وقال الصفدي: لا أعرف في كتب الأدب شيئًا إلا وقد اختصره. كان صبورًا متواضعًا معتدلاً في تدينه، لطيفًا في معشره، مكرمًا لذوي العلم والتقوى وأصحاب الحكمة. ترك نثرًا فنيًا جميلاً، يهيمن عليه البديع كسائر منثورات زمانه، إلا أن نثره يمتاز بالرقة وخفة الظل، لكن البديع يختفي تمامًا إذا شرع في شرح الألفاظ، وتعليل المعاني، خاصة ما اشتملت عليه مادة كتابه لسان العرب أو كتابه الآخر أخبار أبي نواس، ويعود الفضل في طواعية نثره وجماله لوظيفتي الإنشاء والقضاء اللتين شغلهما معظم حياته، فكلا الوظيفتين تتطلب عمقًا في الثقافة، ومراسًا في الكتابة.

أما شعره فعلى قلة ما ورد منه يدل على قريحة جيدة، ولغة عذبة رقيقة.

اشتهر ابن منظور بمصنفه الكبير لسان العرب، وهو معجم جامع لخمسة معاجم هي: تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سِيْده، والصحاح للجوهري، وحاشية الصحاح لابن بري، والنهاية لابن الأثير. وله كتاب في أخبار أبي نواس، ويعتبر من أوفى المراجع لسيرة أبي نواس ونوادره وشعره ومجونه. أما مختصراته فأهمها: مختصر كتاب الأغاني الذي سماه مختار الأغاني في الأخبار والتهاني، ومختصر كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسَّام الأندلسي وسماه لطائف الذخيرة، ومختصر كتاب فصل الخطاب لأحمد بن يوسف التيفاشي، وقد سماه سرور النفس بمدارك الحواس الخمس، بالإضافة إلى مختصرات لكتب: زهر الآداب وثمر الألباب للحصري القيرواني، وكتاب يتيمة الدهر لأبي منصور الثعالبي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وغيرها.

أهم مؤلفاته

معجم لسان العرب في اللغة.
مختار الأغاني في الأخبار والتهاني، وهو مختصر كتاب الأغاني للأصفهاني.
مختصر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي في عشرة مجلدات.
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.
مختصر مفردات ابن البيطار.
مختصر العقد الفريد لابن عبد ربه.
مختصر زهر الآداب للحصري.
مختصر الحيوان للجاحظ.
مختصر يتيمة الدهر للثعالبي.
مختصر نشوان المحاضرة للتنوخي.
مختصر الذخيرة.
أخبار أبي نواس.