باب العين - على بن الحسين بن علي العبسي

على بن الحسين بن علي العبسي

يعرف بابن كوجك الوراق، كان أديباً فاضلاً يورق سمع بمصر من أبي مسلمٍ محمد بن أحمد كاتب أبي الفضل بن حنزابة الوزير. صنف كتباً منها: كتاب الطنبوريين كتاب أعز المطالب إلى أعلى المراتب في الزهد كتب به إلى الشابستي صاحب كتاب الديارات، ومات في أيام الحاكم فرأيته سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وكان بالشام والساحل، ومدح سيف الدولة لما فتح الحدث فقال:

رام هدم الإسلام بالحدث المؤ

 

ذن بنيانها بهدم الـضـلال

نكلت عنك منه نفس ضعيفٍ

 

سلبته القوى رؤس العوالي

فتوقى الحمام بالنفس والمـا

 

ل وباع المقام بالارتـحـال

ترك الطير والوحوش سغاباً

 

بين تلك السهول والأجبـال

ولكم وقعةٍ قريت عفاة الطي

 

ر فيها جماجـم الأبـطـال

وكان أبوه الحسين بن عليٍ من أهل الأدب والشعر. قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: الحسين بن علي بن كوجك أبو القاسم الكوجكي حدث بطرابلس سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عن أبي مسعود كاتب حسنون المصري، وعن أبيه على وأبي القاسم بن المنتاب العراقي. كتب عنه بعض أهل الأدب وأنشد له هذه الأبيات:

وما ذات بعلٍ مات عنها فجاءةً

 

وقد وجدت حملاً دوين الترائب

بأرضٍ نأت عن والديها كليهما

 

تعاورها الوراث من كل جانب

فلما استبان الحمل منها تنهنهوا

 

قليلاً وقد دبوا دبيب العقـارب

فجاءت بمولودٍ غلامٍ فحـوزت

 

تراث أبيه الميت دون الأقارب

فلما غدا للمال ربا ونافـسـت

 

لإعجابها فيه عيون الكواعـب

وأصبح مأمولاً يخاف ويرتجى

 

جميل المحيا ذا عذارٍ وشارب

أتيح له عبل الذراعين مخـدر

 

جرئ على أقرانه غير هائب

فلم يبق منه غير عظم مجـزرٍ

 

وجمجة ليسـت بـذات ذوائب

بأوجع مني يوم ولت حدوجهـم

 

يؤم بها الحادون وادي غباغب