باب العين - علي سليمان الأديب البغدادي

علي سليمان الأديب البغدادي

أبو الحسن، أحد الفضلاء المبرزين والظراف المشهورين قرأت بخط أبي سعدٍ قال: ذكر أبو المظفر محمد بن العباس الأبيوردي في كتاب تعلة المشتاق من تصنيفه قال فيه: وقد صممت العزم على معاودة الحضرة الرضوية بخراسان لأنهى إليها ماقاسيته في التأخر عن الخدمة، وعلم الأديب أبو الحسن علي بن سليمان صرى عزمى، فجشم إلى قدمه، وجرى على عادته الرضية في رعاية جانبي تمهيداً لما استمر بيننا من أواصر المودة، ولعمر الفضل إني لم أجد في غربتي هذه فاضلاً يباريه، ولاظريفاً يجاريه، ومن وصف البغدادي بالفضل والظرف فقد كساه الثناء المختصر، وحمل التمر إلى هجر، ومن مليح ماأسمعنيه أنه قال: سألنا أبا القاسم عبد العزيز بن أحمد بن ناقيا البغدادي قلت هكذا، قال عبد العزيز، وصوابه عبد الله ذكرناه في بابه من هذا الكتاب، عن المتنبئ وابن نباته والرضي فقال: إن مثلهم عندي مثل رجلٍ بنى أبنيةً شاهقةً وقصوراً عاليةً وهو المتنبى، فجاء آخر وضرب حولها سرادقات وخيماً، وهو ابن نباته، ثم جاء الرضي ينزل تارةً عند هذا، وتارةً عند ذاك، قلت فأنشدني قال: أنشدني أسبهدوست بن محمد بن أسفارٍ الديلمي قال: أنشدني أبو الفرج الببغاء لنفسه:

أشقيتني فرضيت أن أشقى

 

وملكتني فقتلتني عشـقـا

وزعمت أنك لاتكلمـنـي

 

عشراً فمن لك أنني أبقى؟

ليس الذي تبغيه من تلفـى

 

متعذراً فاستعمل الرفقـا

قال الأبيوردى: وبهذا الإسناد قال: أنشدني ابن الحجاج لنفسه:

ياصروف الدهر حسبي

 

أي ذنبٍ كان ذنبـي؟

علة عمت وخصـت

 

لحبـيبٍ ومـحـب

أنا أشكو حر حـبٍ

 

وهو يشكو برد حبي

قال الأبيوردي: فقل في محبوبٍ حربٍ، وعاشقٍ طربٍ.