باب العين - علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم

علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم

الهروي الإمام صدر الإسلام مات - انقطع في الأصل - ذكره أبو الحسن البيهقي في كتاب الوشاح فقال: قد بلغ من العلم أطوريه، فلا فضل إلا وهو منسوب إليه، ورست بالفصاحة قواعده، واشتد بالزهادة ساعده، وقد اختلفت مدةً مديدةً إليه، وقرأت ماشئت من دقائق العلوم عليه، ووجدته حالاً عقود المشكلات، فاتق رتوق المعضلات، ولعمري إنه - رحمه الله - كشف عن العلوم نقابها، ورفع عن الحقائق حجابها، فلم يكن في عصره فاضل إلا وقد اغترف من بحاره، واقتبس من أنواره، وتصانيفه كثيرة، وسعيه مشهور، وسعى الناظر فيه مشكور، ومن تصانيفه: كتاب مفتاح البلاغة، كتاب البسملة، كتاب نهج الرشاد، كتاب عقود الجواهر، كتاب لطائف النكت، كتاب تصفية القلوب، كتاب ديوان شعره، ومن منظومه:

ضحك الربيع بعبـرة الأنـداء

 

ومن العجائب ضاحك ببكـاء

خرجت له نحو الشتاء كـتـيبة

 

ذعرت مواكبه عن الصحراء

ركبت فوارسه الهواء فجردت

 

سيف جلا جيش الدجى بضياء

رق الربيع لها فأرسل نحوهـا

 

بشرى بغيم في نسـيم هـواء

والغصن قرط أذنه بـدراهـمٍ

 

مضروبةٍ من فضةٍ بـيضـاء

والروض ألبس حلةً مـوشـيةً

 

أحسن بها من صنعة الأنـداء

قضبان نخلٍ أخرجت ذهباً لنـا

 

أعجب بها من صيرفٍ معطاء

وشقائق النعمان تشبه صارخاً

 

متظلماً متشحطـاً بـدمـاء

والزعفران كأنما فرشت به

 

ديباجة نسجت من القمـراء

ساءلتها هلا برزت لناظـرٍ

 

صبٍ كشيبٍ هائمٍ بـكـاء؟

فأبت وآلت لايحل نقابـهـا

 

إلا مجير الدولة الـغـراء

وله:

هنيئاً لك العيد المبـارك ياصـدر

 

وساعدك الإقبال واليمن والنصـر

إذا ماأعاد العيد للنـاس نـضـرةً

 

فقد ألبس الأعياد من وجهك البشر

وإن نشرت أعلام دين مـحـمـدٍ

 

فذكرك في أقصى البلاد له نشر

وإن أحرم الحجاج عن جل حالهم

 

فأحرم عمن دونك الفضل والفخر

وإن كان لبى للـزيارة مـحـرم

 

فلبى إلى أوصافك النظم والنثـر

وإن جمعوا فرضين ثم وقصـروا

 

فللدين والدنيا بك الجمع والقصر

وإن طوفوا بالبيت سبعاً وأحرمـوا

 

فما طاف إلا بابك الأنجم الزهـر

وإن ضحت الأقوام بالبـدن سـنةً

 

فضح بمن عاداك ماانفلق الفجـر