ابن عيذون الهذلي اللغوي أبو الحسن التونسي ذكره السلفي فقال: أنشدني أبو محمد الشواذلي القيرواني قال: أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن تميمٍ الحصري لنفسه بالقيروان:
قالوا اطرح أبداً كاف الخطاب ففي |
|
خط الكتاب بها حط من الـرتـب |
فقلت من كان في نفسي تصـوره |
|
فكيف أنزله في منزل الـغـيب؟ |
قال: وسألته عن مولده فقال: سنة ثمان وعشرين وأربعمائةٍ يوم عيد النحر بتونس، وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة بالإسكندرية، وكان إماماً في اللغة حافظاً لها حتى إنه لو قيل لم يكن في زمانه ألغى منه لما استبعد، وكانت له قدرة على نظم الشعر، وله إلى قصائد وقد أجبته عنها.
ومن جملة شعره قصيدة في الرد على المرتد البغدادي، فيها أحدعشر ألف بيتٍ على قافيةٍ واحدةٍ، وفيها فوائد أدبيه. وسمعته يقول: رأيت أبا بكرٍ محمد بن علي ابن عبد البر اللغوي بمدينة مازر من جزيرة صقلية، وكنت عزمت على أن أقرأ عليه لما اشتهر من فضله وتبحره في اللغة، فاتصل بابن منكودٍ صاحب البلد أنه يشرب وكان يكرمه، فشق عليه وصار يكرهه وأنفذ إليه وقال: المدينة أكبر والشراب بها أكثر، فأحوجته الضرورة إلى الخروج منها ولم أقرأ عليه شيئاً.
وأما أبو عليٍ الحسن بن رشيق الأزدي القيرواني، فقد رأيته أيضا بمازر، وأنشدني شيئاً ولم أر قط أحفظ للعربية واللغة من أبي القاسم بن القطاع الصقلي، وقرأت عليه كثيراً.