باب العين - علي بن عبد الغني الأندلسي

علي بن عبد الغني الأندلسي

القروي الحصري الأندلسي قال صاحب كتاب فرحة الأنفس: - وهو محمد بن أيوب بن غالبٍ الغرناطي - يكنى أبا الحسن، كان من أهل العلم بالنحو وشاعراً مشهوراً وكان ضريراً، طاف الأندلس ومدح ملوكها، فمن ذلك قوله للمعتمد بن عبادٍ عند موت أبيه المعتضد أبي عمرو وعباد بن محمدٍ:

مات عباد ولكـن

 

بقي النجل الكريم

فكأن الميت حـي

 

غير أن الضاد ميم

ومدح بعض الملوك الأندلس فغفل عنه إلى أن حفزه الرحيل فدخل عليه وأنشده:

محبتي تقتـضـي ودادي

 

وحالتي تقتضي الرحـيلا

هذان خصمان لست أقضي

 

بينهما خـوف أن أمـيلا

ولا يزالان في اختـصـامٍ

 

حتى ترى رأيك الجمـيلا

ودخل على المعتصم محمد بن معن بن صمادح فأنشده قصيدةً، فلما انصرف تكلم المعتصم في أمره مع وزرائه وكتابه ليرى رأيهم فيه، فنقل إليه عن الكاتب أبي الأصبغ بن أرقم كلام أحفظه، فانصرف ودخل علي ابن صمادحٍ وأنشده:

يأيها السيد المـعـظـم

 

لاتطع الكاتب ابن أرقم

لأنـه حـية وتـدري

 

مافعلـت بـأبـيك آدم

وحكى أبو العباس البلنسي الأعمى أيضاً عنه وكان من تلاميذه، وهذان البيتان متنازعان بينهما لا أدرى لمن منهما؟

وقالوا: قد عميت فقلت: كلا

 

وإني اليوم أبصر من بصير

سواد العين زاد سواد قلبـي

 

ليجتمعا على فهم الأمـور

وذكره الحميدي وقال: دخل الأندلس بعد الخمسين وأربعمائةٍ وأنشدني بعضهم له:

ولما تمايل من سكره

 

ونام دببت لأعجـازه

فقال ومن ذا؟ فجاوبته

 

عم يستدل بعـكـازه