باب العين - علي بن عراق الصناري

علي بن عراقٍ الصناري

أبو الحسن الخوارزمي، مات سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائةٍ بمذانة قريةٍ من قرى خوارزم، ذكر ذلك أبو محمد محمود بن محمد بن أرسلان في تاريخ خوارزم وقال: كان نحوياً لغوياً عروضياً فقيهاً مفسراً مذكوراً، قرأ الأدب على الشيخ أبي عليٍ الضرير النيسابوري، والفقه بخوارزم على الإمام أبي عبد الله الوبري، ثم ارتحل في الفقه إلى بخارى فتفقه بها على مشايخها، ثم عاد إلى جرجانية خوارزم فتكلم في مسائل مع أئمتها، ثم تحول إلى قرية مذانة وتوطنها، وكان يعظ في المسجد الجامع بها غداة الجمعة وكان يحفظ اللغات الغريبة والأشعار العويصة، وصنف كتاب شماريخ الدرر في تفسير القران، ولما فرغ منه كتب في آخره:

فرغنا من كتابته عـشـياً

 

وكان الله في عوني ولـياً

وقد أدرجته نكتاً حسـانـاً

 

ومعنى يشبه الرطب الجنيا

قال: وقرأت بخط أبي عمرو البقال: كان من لطائف الصناري إذا نام واحد من أهل الرستاق في مجلسه ناداه من على المنبر بأعلى صوته: يأيها التيس المذاني، أترك المنام واسمع الكلام، ثم ينشده:

وصاحب نبهته لـينـهـضـا

 

إذا الكرى في عينه تمضمضا

فقام عجلان ومـا تـأرضـا

 

وثم بالكفين وجهـاً أبـيضـا

ثم يقول تمضمض من النعاس: إذا دب في عينيه، ومنه المضمضة في الوضوء، سميت بذلك لأن الغاسل يمضمض الماء في فمه: أي يديره ويجريه فيه