بن حمزة بن وهاس، أبي الطيب يعرف بابن وهاشٍ، من ولد سليمان بن حسن بن علي ابن أبي طالب عليه السلام. وذكر العماد في موضعٍ آخر عن دهمس بن وهاس بن عتود بن حازم بن وهاس الحسني: أن علي بن عيسى مات بمكة في سنة نيفٍ وخمسمائةٍ. وكان في عشر الثمانين، وكان أصله من اليمن من مخلاف ابن سليمان، وكان شريفاً جليلاً هماماً من أهل مكة وشرفائها وأمرائها، وكان ذا فضلٍ غزيرٍ. وله تصانيف مفيدة وقريحة في النظم والنثر مجيدة، قرأ على الزمخشري بمكة وبرز عليه، وصرفت أعنة طلبة العلم إليه، وتوفي في أول ولاية الأمير عيسى بن فليته أمير مكة في سنة نيفٍ وخمسين وخمسمائةٍ، وكان الناس يقولون: ما جمع الله لنا بين ولاية عيسى وبقاء علي بن عيسى.
وله شعر منه في مرثية الأمير قاسمٍ جد الأمير عيسى:
يا حادي العيس على بعدها |
|
وخادةً تسحب فضل النعال |
رفه عليهن فـلا قـاسـمـاً |
|
لها على الأين وفرط الكـلال |
غاض النمير العـذب يا وارداً |
|
وحال عن عهدك ذاك الزلال |
إن يمض لا يمض بطئ القرى |
|
أو يود لا يود ذميم الفـعـال |
وله مدح في الزمخشري ذكرته في ترجمته. ومن شعره:
صلى حبل الملاءمة أو فبتـى |
|
وكفى من عتابك أو أشـتـى |
هي الأنضاء عزمة ذي همومٍ |
|
فحسبك والملام ولا هبـلـت |
إليك فلست مـمـن يطـبـيه |
|
ملام أو يريع إذا أهـبــت |
حلفت بها تواهق كالـحـنـايا |
|
بقايا ما بها كثـمـال قـلـت |
سواهم كالحـنـايا زاحـراتٍ |
|
تركع من وجىً ودباً وعنـت |
جوازع بطن نخلة عـابـراتٍ |
|
تؤم البيت من خمـسٍ وسـتٍ |
أزال أديب أنضـاءً طـلاحـاً |
|
بكل ملمع القفـرات مـرت |
وأرغب عن محل فيه أضحت |
|
حبال المجد تضعف عند متى |
أمـا جـربـت يا أيام مـنـى |
|
فروك تجمعٍ وحلـيف شـت |
أبي ما عجمـت صـفـاه إلا |
|
وأثر في نيوبك ما عجـمـت |
ورب أخٍ كريم المجد محـضٍ |
|
يراع لدعوتي كالسيف صلـت |
أبت نفسي فلم تسـمـح إلـيه |
|
بشكوى غير ما جلدٍ وصمـت |
أقول لنفسي المشفاق مـهـلاً |
|
أليس على الزرية ما صبرت؟ |
لئن فارقت خير عـراً لأهـلٍ |
|
فخيربني أبيك بـه نـزلـت |
وكتب إلى عمته وقد أرسلت تقول له: كم هذا البعد عنا والتغرب؟:
ومهدية عندي على نـأى دراهـا |
|
رسائل مشتاقٍ كـريمٍ وسـائلـه |
تقول: إلى كم يا بن عيسى تجنبـاً |
|
وبعداً وكم ذا عنك ركباً نسائله؟؟ |
فيوشك أن تودى وما من حـفـيةٍ |
|
عليك ولا بالٍ بما أنت فـاعـلـه |
فقلت لها: في العيس والبعد راحة |
|
لذي الهم إن أعيت عليه مقاتـلـه |
وفي كاهل الليل الخدارى مركـب |
|
وكم مرةٍ نجى من الضيم كاهلـه |
إذا لم تعادلك الليالي بـصـاحـب |
|
ولاسمحت بالنجح عفواً أنامـلـه |
فلا خير في أن ترأم الضيم ثـاوياً |
|
وغيظاً على طول الليالي تماطله |
ذريني فلي نفس أبـي إن يدرهـا |
|
عصاب وقلب يشرب اليأس حامله |
إذا سيم ورداً بعد خمس تشمـرت |
|
عن الماء خوف المقذعات ذلاذله |