ابن المبارك بن عبد الباقي بن بانوية أبو الحسن المعروف بابن الزاهدة النحوي صاحب ابن الخشاب وليس بابن الزاهد، فإن في اصحاب ابن الخشاب آخر يعرف بابن الزاهد بغير هاء، وهو أحمد بن هبة الله مذكور في بابه. والزاهدة هذه التي يعرف بها أمه، واسمها أمة السلام المباركة بنت ابراهيم بن علي بن أبي الحسن بن أبي الحربش، وكانت واعظةً مشهورةً روت الحديث، مات ابن الزاهدة هذا في ثالث ذي الحجة سنة أربعٍ وتسعين وخمسمائةٍ، ودفن عند والدته برباط لهم بدرب البقر بمحلة الظفرية، وكان أيضاً يسكن بالظفرية في حياته، وكانت له معرفة جيدة بالنحو، قرأ على الشريف أبي السعادات بن الشجري، ثم على الشيخ أبي محمد ابن الخشاب، وأقرأ العربية مدةً وسمع منه الطلبة وأنشدت له:
إذا سام بمعنى الوقت يبـنـى لأنـه |
|
يضمن معنى الشرط موضعه نصب |
ويعمل فيه النصب معنى جـوابـه |
|
ومابعده في موضع الجر يا نـدب |
وله في كتاب الخريدة من قصيدةٍ كتبها إلى صلاح الدين:
ألا حييا بالرقمتين المـعـالـمـا |
|
وإن كن قد أصبحن درساً طواسما |
ومن مديحها:
إذا كانت الأعداء فعلاً مضارعـاً |
|
أصار مواضيه الحروف الجوازما |