باب العين - علي بن المغيرة الأثرم أبو الحسن

علي بن المغيرة الأثرم أبو الحسن

كان صاحب كتب مصححة قد لقي بها العلماء وضبط ما ضمنها، ولك يكن له حفظ، لقي أبا عبيدة والأصمعي وأخذ عنهما، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وهي السنة التي مات فيها الواثق، وله من الكتب: كتاب النوادر، كتاب غريب الحديث.

وحدث أبو مسحل عبد الوهاب قال: كان إسماعيل بن صبيح الكاتب قد أقدم أبا عبيدة من البصرة في أيام الرشيد إلى بغداد، وأحضر الأثرم وهو يومئذ وراق وجعله في دار من دوره وأغلق عليه الباب ودفع إليه كتب أبي عبيدة وأمره بنسخها، فكنت أنا وجماعة من أصحابنا نصير إلى الأثرم فيدفع إلينا الكتاب والورق الأبيض من عنده، ويسألنا نسخه وتعجيله ويوافقنا على الوقت الذي نرده إليه فكنا نفعل ذلك، وكان الأثرم يقرأ على أبي عبيدة، وكان أبو عبيدة من أضن الناس بكتبه، ولو علم ما فعله الأثرم لمنعه من ذلك، وكان الأثرم يقول الشعر، فمن قوله:

كبرت وجاء الشيب والضعف والبلى

 

وكل امرئ يبلى إذا عاش ما عشت

أقول وقد جاوزت تسعـين حـجة:

 

كأن لم أكن فيها وليداً وقد كـنـت

وأنكرت لما أن مضى جل قـوتـي

 

وتزداد ضعفاً قوتي كلـمـا زدت

كأني إذا أسرعت في المشي واقف

 

لقرب خطى ما مسها قصراً وقت

وصرت أخاف الشيء كان يخافنـي

 

أعد من الموتى لضعفي وما مـت

وأسهر من برد الفـراش ولـينـه

 

وإن كنت بين القوم في مجلس نمت