باب العين - علي بن نصر الفندورجي

علي بن نصر الفندورجي

بن محمد بن عبد الصمد الفندورجي أبو الحسن الأسفرائيني، وفندورج قرية بنواحي نيسابور، سكن إسفرائين وكان يرجع إلى فضل وافر ومعرفة تامة باللغة والأدب وخط وبلاغة، وله شعر مليح رائق ويد باسطة في الكتابة والرسائل، ورد بغداد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وأقام بها مدة واقتبس من فضلائها، ورجع إلى خراسان وصار ينشئ الكتب عن ديوان الوزارة، وسئل عن مولده فقال: ولدت سنة تسع وثمانين وأربعمائة بنيسابور.

قال السمعاني ومات في حدود سنة خمسين وخمسمائة ومن شعره:

تحية مزن يتحف الروض سحرة

 

بصوب الحيا في كل يوم عليكم

فجسمي معي لكن قلبي أكرموا

 

بلطفكم مثواه فـهـو لـديكـم

قال السمعاني: أنشدني الفندورجي لنفسه:

سقى الله في أرض اسفرائين عصبتي

 

فما تنتهي الـعـلـياء إلا إلـيهـم

وجربت كل الناس بعـد فـراقـهـم

 

فما زدت إلا فرط ضن عـلـيهـم

قال السمعاني: وأنشدني لنفسه ببلخ إملاء ونقلته من خطه:

قد قص أجنحة الوفاء وطار من

 

وكر الوداد المحض والإخلاص

والحر في شبك الجفاء ومـالـه

 

من أسر حادثة رجاء خـلاص

كان في آخر جزء بخط السمعاني ما صورته لكاتبه أبي الحسن الفندورجي:

حم الحـبـيب وآذاه الـســـقـام ولـم

 

أمت كما شـاء سـلـطـان الهـوى حـزنـا

بأي عـين إذا مـا الـوصـل يجـــمــعـنـــا

 

بالـطالع الـسـعد ألقى وجهه الحـسـن؟

والجفن مني دام لا يصافح إذ

 

مس الأذى منه تلك الروح والبدنا

وله أيضاً في المعنى نقلته من خطه:

حم الحبيب وما حم انفصالي عن

 

روح وعن بدن يحيا بـذكـراه

بأي وجه إذا ما الوصل يجمعنا

 

ومقـلة أتـلـقـاه وألـقـاه؟

وقرأت بخط أبي سعد، سمعت علب بن نصر النيسابوري مذاكرة بمرو يقول: كنت ببغداد فرأيت أهلها تستحسن هذه الأبيات التي لأبي إسماعيل المنشئ:

ذكرتكم عند الزلال على الظما

 

فلم أنتفع من برده بـبـلال

فأنشأت قصيدة في نقيب النقباء أبي القاسم علي بن طراد الزينبي على هذا الروي أولها:

خليلي زمت للرحـيل جـمـالـي

 

فقد ضاق في أرض العراق مجالي

وقوداً عتاقاً كالأهـلة، إنـمـا

 

ديار الندى والمكرمات حوالي

وما أوجبت بغداد حقي وغادرت

 

بلابل بعد الظاعنين بـبـالـي