باب العين - أبو علي المنطقي

أبو علي المنطقي

لم أظفر باسمه وهو مجيد. قال الخالع: هو من أهل البصرة وتنقل عنها في البلاد، ومدح عضد الدولة وابن عباد، وانقطع مدة من الزمان إلى نصر بن هارون، ثم إلى أبي القاسم العلاء بن الحسن الوزير، وكان جيد الطبقة في الشعر والأدب عالماً بالمنطق قوي الرتبة فيه، وجمع ديوانه وكان نحو ألفي بيت، ومولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات بشيراز بعد سنة تسعين وثلاثمائة، وكان ضعيف الحال ضيق الرزق عارفاً - وجدت على حاشية الأصل ما هذا صورته: إنا لله وإنا إليه راجعون -. ما يحتاج مستدل على أن الأرزاق ليست بالاستحقاق بأقوى من هذا الرجل، فإنه لو وفي حقه لكان أعظم قدراً من المتنبي، لأنه ليس بدونه في الشعر جودة وصحة معنى ومتانة لفظ وحلاوة استعارة وسلاسة كلام، وكان مع ذلك مزاحاً طيب العشرة حاد النادرة، وأصيب بعينه في آخر عمره، وله في ذلك أشعار كثيرة. وهذا القدر حكاه الخالع من خبره ولم يعرف غير ذلك. ومن شعره:

يا ريم وجدي فيك لـيس يريم

 

بين الضلوع وإن رحلت مقيم

لا تحسبي قلبي كربعك خالياً

 

فيه وإن عفت الرسوم رسوم

تبلى المنزل والهوى متجـدد

 

وتبيد خيمات ويبقى الـخـيم

ومن شعره لما أصيب ببصره:

ما للهموم إذا ما هيمـهـا وردت

 

علي لم تفض من ورد إلى صدر

كأنما وافق الأعـشـاب رائدهـا

 

لدى حماي فقد ألقى عصا السفر

إن يجرح الدهر مني غير جارحة

 

ففي البصائر ما يغني عن البصر

وله في الخمر:

قهوة مثل رقراق السـراب غـدا

 

حبب المزاج عليها جيب مزرور

تختال إن بث فيها الماء لـؤلـؤه

 

ما بين عقدين منظوم ومنـثـور

للتها مثل سل الفجـر صـارمـه

 

وأحجم الليل في أثواب مـوتـور

كأنها إذ بدت والكأس تحجـبـهـا

 

روح من النار في جسم من النور

إذا تعاطيت محزوناً أبـارقـهـا

 

لم يعدني كل مفروح ومسـرور

أمسي غنياً وقد أصبحت مفتقـراً

 

كأنني الملك بين النـاي والـزير

وله في نصر بن هارون:

ينال علاه ما السها عنه عاجز

 

ويسقي نداه من تجاوزه القطر

ويصنع في الأعداء خوف انتقـامـه

 

من القتل ما لا تصنع البيض والسمر

لأعطيت حتى استنزر الغيث فعـلـه

 

وآمنت حتى قيل لم يخلق الـذعـر

         

وله فيه أيضاً:

به تخضر أغصان الأمـانـي

 

ويجبر عنده الأمل الكـسـير

وتبسم نائبات الـدهـر عـنـه

 

كما ابتسمت عن الشنب الثغور

لقد سهلت بـك الأيام حـتـى

 

لقال الناس لم تكن الـوعـور

وكيف أخاف دهراً؟ أنت بيني

 

وبين صروفه أبـداً سـفـير

وله من قصيدة في ابن معروف:

في البرق لي شاغل عن لمعة البرق

 

بدا وكان متى مـا يبـد لـي يشـق

منفراً سرب نومي عن مـراتـعـه

 

كأنما اشتق مـعـنـاه مـن الأرق

أخو ثنايا التي بالقلب مذ ظـعـنـت

 

أضعاف ما بوشاحيها من الـقـلـق

ما كان يسرق من حرز الجفون كرى

 

لو أنه من لماها غير مـسـتـرق

وله:

نوار وهي نوار من مساعفتـي

 

وهند وهي ببيض الهند تعتصم

تربان إن تك من جدواهما تربت

 

يد المحب فوجدان الهوى عدم

غض المحيا إذا لاحظت وجنته

 

كادت لحاظك في ديباجها تسم

وله يعاتب:

صافيت فضلك لا ما أنت باذلـه

 

وعاشق الفضل يغرى كلما عذلا

إني أعيذك من قولي لسـائلـه:

 

لقد حدوت ولكن لم أجد جمـلاً

وقال في صمصام الدولة:

لا غضني الدهر الخئون فإنه

 

قد كان رقاك صلاً أرقمـا

أنتم بحار جاريات بالـنـدى

 

لكنها في الروع جارية دما

وله:

ليث أبو شبلين لم يسلمهـمـا

 

كرم الجدود ولا سمو جدود

للمجد سر لم يضيع فيهـمـا

 

والراح سر في جنى العنقود

وله:

أكفكم تعطي ويمنعـنـا الـحـيا

 

وأقلامكم تمضي وتنبو الصوارم

وإن أبا العباس إن يك لـلـعـلا

 

جناحاً فأنتم للجـنـاح الـقـوادم

مضى وبقيتـم أبـحـراً وأهـلة

 

وزهر الربا يبقى وتمضي الغمائم

وله:

قولي يقصر عن فعالك

 

تقصير جدك عن كمالك

والحمد ينبت كـلـمـا

 

هطلت سماء من نوالك

وله:

كأن دبيبها في كـل عـضـو

 

دبيب النوم في أجفـان سـار

صدعت بها رداء الهم عـنـي

 

كما صدع الدجى وضح النهار

وله من قصيدة في عضد الدولة يذكر الصدق:

ما زلت تنصف في قضاياك العلا

 

قل لي: فما بال الضحى يتظلم؟

هديت رونقه إلى جنح الـدجـى

 

فاعتن أشهب وهو طرف أدهـم

حتى كأن الليل صبح مـشـرق

 

وكأن ضوء الصبح ليل مظـلـم

هي ليلة لبست رضاك فأشرقـت

 

من بعد ما كانت بسخطك تظلـم

ما كان في ظن امرئ من قبلهـا

 

أن الملوك على الليالي تحـكـم

وله:

أنام جفون الحقد والحقد ساهـر

 

وأيقظ طرف المجد والمجد نائم

إذا أشكلت يوماً لغات انتقامـه

 

على معشر فالمرهفات تراجم

ومن شاجر الأيام عن مأثراتهـا

 

فأمضى لسانيه القنا والصوارم

وله من قصيدة:

وقفنا بها والشوق يفرى قلوبنـا

 

لواعجه والصبر غير مطـاوع

سقيت رجوع الظاعنين فإنـنـا

 

نجلك عن سقيا الغمام الهوامـع

فجعنا بأبكار المنى يوم خاطبـت

 

ربوعك أبكار الخطوب الفواجع

ومنها:

وخيل إذا كظ الطراد أراحـهـا

 

أصابت بحر الطعن برد الشرائع

تكاد ترى بالسمع حتى كأنـمـا

 

نواظرها مخلوقة في المسامـع

إذا ما دجا ليل الكريهة أطلعـت

 

نجوم قناً يغربن بين الأضـالـع

وله:

على عجـل ألـم الـخـيال

 

فإن كراه بعدكـم مـحـال

فبات معانقاً والـجـيد وهـم

 

ومرتشفاً وأحلى الـريق آل

لدى ليل كان النـجـم فـيه

 

على خد الظلام الجون خال

يضام الرمح ليس له مـدار

 

ويكبو الطرف ليس له مجال

طبعت على الوفاء المحض قدماً

 

كما طبعت على القطع النصال

ومنها:

توسمت الوابل فيه مـجـداً

 

فقالت: أول البـدر هـلال

وأطرب ما يكون إلى العطايا

 

إذا غني فأسمعه الـسـؤال

مصاحب همة خفت عليهـا

 

من الأيام أعـبـاء ثـقـال

كرمت فلو سألناك المساعي

 

وهبت وغيرها تهب الرجال

وأكرم من قراك فتى علـيه

 

بنو الدنيا وأمـهـم عـيال

وقال في الوزير ابن صالحان:

على الطيف أن يغشى العميد المتيما

 

وليس عليه رد نـوم تـصـرمـا

خيال سرى يبغي خيالاً ومـغـرم

 

بلبس قميص الليل يمم مغـرمـا

دنا والظلام الجون غض شبـابـه

 

فأهدى إليه الشيب لما تبـسـمـا

أتلك اللآلئ من ثـنـاياه ألـفـت

 

عليه عقوداً أم تقلـد أنـجـمـا؟

أما والحما إن الكـرى لـسـمـيه

 

على مقلتي مذ أخلقت جدة الحمـا

لأشكل حتى ما يعود بنو الـهـوى

 

معالمه الأنضـاء إلا تـوهـمـا

وليل أكلنا العيس تـحـت رواقـه

 

بأيدي سرى تثني الرواسم أرسمـا

بهيم نضونا برده وهو مـخـلـق

 

وكنا لبسناه قشيبـاً مـسـهـمـا

هداها إلى مغنى الوزير نسـيمـه

 

ومن شرف الأخلاق أن نتنسـمـا

يصوب على العافين مزن بنـانـه

 

فيكبت حساد أو ينبـت أنـعـمـا

وله:

غي الهوى للصب غاية رشده

 

فذريه من حل الملام وعقده

قربت مراكب وعظه ولجاجه

 

في الحب ينتج قربه من بعده

والليل تكحل مقلتاه بـإثـمـد

 

والأفق يزهر دره في عقده

فكأن زنجياً تبـسـم ثـغـره

 

إسفار ذاك اللون في مربـده

تعب الفتى جسر إلى راحاته

 

يفضي ونهضة جده في جده

وإذا ابن عزم لم يقم متجـرداً

 

للحادثات فصارم في عمـده

فالسيف سمي في النوائب عدة

 

لمضائه فيهن لا لـفـرنـده

ومن المدح:

نثني عليه وإن تكرم غـيره

 

فتراه مشكوراً بما لم يسده

علماً بأن بني السماح تعلموا

 

منه فكل صنيعة من عنده

وله في عضد الدولة:

أربع الصبا غالتك بعدي يد الصبـا

 

وصعد طرف البين فيك وصوبا؟؟

لئن رمقت عين النوى حور عينـه

 

فبن لقد غادرن قلبـاً مـعـذبـا

تأودن قضبـانـاً ولـحـن أهـلةً

 

وغازلن غزلاناً ولاحظن ربربـا

ومنها:

رددت شباب الملك نضراً ولم يزل

 

بغيرك مغبر المفـارق أشـيبـا

فلو كانت الأيام قبلـك رحـبـت

 

بشخص لقالت إذ تراءيت مرحبا

وله قصيدة إلى أبي بكر العلاف يتشوقه:

كأن البين ترب الموت لـكـن

 

يواري في الضنا لا في الثياب

ولولا أن فرط الـشـوق واش

 

بحبك لاستزدتك ضعف ما بي

جمعت غرائب الآداب حتـى

 

إذا قرنت إلى النعم الرغـاب

ظللت منادياً فـي كـل أفـق

 

بصوت البذل حي على انتهاب

وله من قصيدة في العلاء بن الحسن الوزير:

أعاطي كئوس اللهو كـل غـريرة

 

إذا ما انثنت قدت فؤادك بـالـقـد

تلاحظ عن سحر وتسجر عن دجى

 

وتسفر عن صبح وتبسم عن عقـد

إذا نثرت أيدي الصبا در لفظـهـا

 

نظمن على الأحشاء عقداً من الوجد

كما نظمت كفا أبي القاسم الـعـلا

 

نظام لآلي السمط بالنثر لـلـرفـد

إذا اتصلت أقلامـه بـظـبـاتـه

 

تقطع ما بين الطوائل والـحـقـد

فلا يهنأ الأعـداء ن أن مـكـانـه

 

خفي فقد تخفى الشرارة في الزند

وله:

نعم لو أن الناس ورق حمـائم

 

لغدت لهم بدلاً من الأطـواق

ومواهب تمضي ويبقى ذكرها

 

سمة على وجه الزمان الباقي

وله:

أراعك صدق الطيف أم كذب الحلم

 

وكم من خيال وشك إلمامه لمـم

سرى والدجا قد حال صبغ قميصه

 

وفي ذيله نار من الصبح تضطرم

كأن نهوض الفجر في أخـرياتـه

 

بداء بياض الشيب في أسود اللمم

أمين على سر المعالي وسـيفـه

 

على مهج الأعداء في الروع متهم

وله من قصيدة في الدلجي:

لأصبرن على ما سامني زمنـي

 

صبر الكريم على الإقلال إكثار

مدحت قوماً فإن حاض اللسان بهم

 

فسوف يعقب ذاك الحيض أطبار

إذا المعمر ترب المجد ألثمـنـي

 

ركني يد ثمد ما تـسـديه تـيار

يد هي الغيث أو فيها مواطـنـه

 

فكل ما صافحته فـهـو نـوار

هناك أخطب والعليا منـابـرهـا

 

منصوبة وجبين الدهـر حـوار

وله:

وأبناء حاجات أدارت عـلـيهـم

 

يد السير كأس الأين والليل دامس

يميلون فوق العيس حتى كأنهـم

 

شروب تساقى والرحال المجالس

أصاخوا وقد غنيتهم باسم مـاجـد

 

لأقلامه تعنو الرياح المداعـس

ولما بلغناه تـهـلـل عـارض

 

سقى صوبه الدنيا ومثواه فارس

وقال في الوزير ابن صالحان:

هو البرق إلا زفرة تـتـضـرم

 

وعبرة مشتاق تسح وتـسـجـم

تبسم حتى كاد يبـكـي وربـمـا

 

تراءى فأبكى البارق المبتـسـم

ولما ألم الطـيف شـكـك أينـا

 

لدقة شخصينا الخيال المسـلـم؟

مزجت كئوس الريق منه بأدمعي

 

فبت أسقى قهوة مـزجـهـا دم

فليت فؤادي ذاب في جفن مزنة

 

بها رويت دور ظمـاء وأرسـم

وخرق رحيب الباع لو نيط طوله

 

بعروة عمر لم تكد تـتـصـرم

رميت فما أشويت ثغرة نـحـره

 

وما كل ما ترمي به العيس يسهم

بلغنا بها مغـنـاه وهـب أهـلة

 

فلاحت لنا أخلاقه وهي أنـجـم

وله يمدح:

يصيخ إلى الليل حتـى كـأنـمـا

 

سرى إبلي في مسمعـيه سـرار

وكم خامل أمطـاه حـارك رتـبة

 

حراك ويعلو الترب حـين يثـار

فأليت أن تقرر عـيون ركـائبـي

 

ولا غرو غايات السـيول قـرار

مددت إلى طعن الكماة عـزائمـاً

 

طوال العوالي بينهـن قـصـار

فما كرمت كرمان حتى افتككتهـا

 

ولا أصحرت حتى ارتجتك صحار

إذا صد وجد البحر عنها تيقـنـت

 

بأنـك بـدر فـي يديه بـحـار

وله:

جذل بما يعطيهم فكأنـمـا

 

أخذ المؤمل من نداه عطاء

عفو تسيل به الشعاب كأنما

 

فيه الذنوب وقد طفون غثاء

وله:

ولما استرد الصبح عارية الدجى

 

تولى بطيئاً والدموع عـجـال

ولم أر لابن الشوق كالليل سلمـاً

 

إلى حاجة في الصبح ليس تنال

كريم تبقت من سجاياه فـضـلة

 

فأضحت على خديه وهي جمال

وله:

ودار وغي ثنتها مـقـربـات

 

براقعها شحوب أو سـهـوم

نزلت بعسكر للـطـير فـيه

 

عساكر حول حومتها تـحـوم

بحيث سرائر الأغمـاد تـبـدو

 

وقلب النقع للساري كـتـوم

تصالحت الحتوف على الأعادي

 

وبيضك للطلى منها خصـوم

إذا أوردتـهـا صـدرت رواء

 

وخلـت هـام وهـي هـيم

وله:

إن كتم الليل حدث العـبـق

 

عنها وبعض الحديث ينتشق

ردي على العين فهي طامعة

 

كاس زقاد أراقـهـا الأرق

وله

علي إذا غنيت أن تطرب العلا

 

فليت فؤادي للسرور منـادم

ويجهل قولي فيك قوم ولم يكن

 

ليفهم أيك ما تقول الحـمـائم

وله:

غداة صدقت فكذبتنـي

 

ولولا الشقاوة لم أصدق

وقد كن ما طللنا حقـبة

 

فليت المطال علينا بقي

وله:

دمن مرضن من البلى فكأنما

 

تأتي الرياح طلولها عـوادا

من كل مدنفة الرسوم كأنـه

 

من قبل كانت للمحب فؤادا

إن لم يطر شرر السرى مني فلا

 

قدحت يدي للمكرمـات زنـادا

في كل ليل ثاكل لـصـبـاحـه

 

وكأنما كسي الـظـلام حـدادا

داج إذا زرت علـى جـيوبـه

 

كنت الحسام وكانت الأغـمـادا

أحسن بأخلاق الظلام وإن جـلا

 

وجهاً تعوض بالشحوب سـوادا

جمل ولكن مـا يلـذ ركـوبـه

 

إلا امرؤ يجد المنـى أقـتـادا

يلقاه نشوان الجـفـون وإنـمـا

 

باتت مدامة مقلـتـيه سـهـادا

وله:

منازل ذات الوقف إنـي لـواقـف

 

عليك وماء القلب لا الدمـع ذارف

بليت ولم يبل الجديد مـن الـهـوى

 

وحلت وما حال الغرام المحـالـف

أترقا جفوني والحيا عنك ممـسـك

 

ويرفق وجدي والبلى بك عانـف؟

وقالوا انتشى من غير كاس ولو سقوا

 

هوى لدروا أن السلاف السوالـف

ضعائف كرات الـلـحـاظ إنـمـا

 

تبرح بالجلد القوي الـضـعـائف

وله:

ليت النوى تركتنا في يد الـعـذل

 

فالسقم بؤس ولكن ليس كالأجـل

صار الصدود لها أمنية مـعـهـا

 

ومن لذائق طعم الموت بالغلـل؟

والقلب أول من شط الفـراق بـه

 

فأين مسرح هذا الخوف والوجل؟

وله في عضد الدولة:

لو أن بعض سماحها فـي مـزنة

 

يوماً لأورق من نداها الجلـمـد

يا راقد الأسياف إلا عـن وغـى

 

جفن الورى في حومتيه مسهـد

ما بال خيلك ما تقات سوى السرى

 

وظباك في غير الطلى ما تغمـد

عادات بيض الهند عندك أن ترى

 

حمراً كما مس اللجين العسجـد

وله:

ولم أر مثل الدهر مسـدى نـعـمة

 

يجـود بـهـا عـفـواً ويأخـذهـا

إذا كنت عذر الدهر في سوء ما جنت

 

يداه فذنـب أن تـعـد لـه ذنـبـا

وله:

مضيء فرند القول ماضي شباته

 

فلو لم يكن وشياً لقيل مـهـنـد

يفارق فاه وهو في الحسن جوهر

 

ويلقى عداه وهو في الوقع جلمد

وله:

خرق تصول يد الزمان فيتقى

 

ويجود أقوام سواه فيشـكـر

معط على شكر الصنيع وكفره

 

ما كل ما سقت الغمائم يثمـر

دامت لك النعما ودمت لآمـل

 

آرابه عن روض غيرك تذعر

وبقيت ما بقي القريض فإنـه

 

علق على كر الخطوب معمر

وله:

قرم بخد الحيا من جـوده خـجـل

 

كما بقلب الردى من بأسه وجـل

في رأيه من غرارى معيفه عوض

 

وفي عطاياه من صوب الحيا بدل

وله:

ظلت تعض لتوديعي أناملـهـا

 

فخلتها نظمت درا على عـنـم

يا رب لائمة في الحب لو علمت

 

أني ألذ ملامي فيك لـم تـلـم

وله:

إني إذا ما الخـل خـادعـه

 

عني الزمان فحال عن عهدي

جانبته ولـو أنـه عـمـري

 

وقطعته ولـو أنـه زنـدي

وله:

أتيتك طوع الشوق أمـس فـردنـي

 

على عقبي عذر له الـمـجـد لائم

وقالوا ثنت أجفانه عـنـك غـفـوة

 

ولا غرو قد تغفي الأسود الضراغم

ولكن نسـيم الـراح نـم وربـمـا

 

أتتك بما لا ريب فـيه الـنـمـائم

ولو لم يكن ظرف العلا عدت منشداً:

 

وأنت إذا استيقظت أيضـاً لـنـائم

وله:

يد موسى تذم صحـبة فـيه

 

هو يمحو سطور ما تولـيه

يبعث النائل الجسيم فيقـفـو

 

ه بمن على العفاة سـفـيه

ليت أن المشيب مهديه موسى

 

وهو مسترجع لمـا يهـديه

كأخيه الزمان يأخـذ مـا يع

 

طي. وما ضل مقتد بأخـيه

وله:

وما قلت إلا ما علمت ولم أكن

 

كحامد ورد لم يذق طعم غبه

وذنب زماني أهله غير أننـي

 

أراك له عذراً محا شطر ذنبه